بلدي نيوز
أكد راميش راجاسينغهام، مدير التنسيق بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن سوريا لا تزال تعاني من أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الصراع قبل أكثر من 13 عاما.
وجدد خلال اجتماع لمجلس الأمن حول سوريا، التأكيد على أنه في جميع أنحاء البلاد، يحتاج أكثر من 16 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، والغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال.
وقال "إن تأثير الصراع، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المرتبطة به، والضغوط الناجمة عن تغير المناخ، وانخفاض التمويل الإنساني بشكل كبير، وغياب برامج التنمية للخدمات الأساسية، لم يكن أكثر وضوحا منه خلال هذه الأشهر الأكثر سخونة من العام".
وتحدث عن الزيارة التي قام بها المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا.
وقال إن إحدى النساء اللاتي التقاهن وتدعى أمينة وتعيش في مخيم الهول مع أطفالها الثلاثة قالت له "غالبا ما نمضي أياما دون الحصول على ما يكفي من المياه النظيفة للشرب أو الطهي أو الغسيل. وتجعل درجات الحرارة المرتفعة الوضع أسوأ. أطفالي عطشى باستمرار، ومن المحزن أن نراهم يعانون".
وأكد المسؤول الأممي أن الأمم المتحدة وشركاءها يبذلون ما في وسعهم لمساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم الأساسية من المياه، مشيرا إلى أنه في جميع أنحاء سوريا، تلقى أكثر من 3.5 مليون شخص مساعدات في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في الربع الأول من هذا العام.
لكنه حذر من أن "نقص التمويل يقيد بشكل خطير قدرتنا على الحفاظ على هذه الأنشطة، ناهيك عن توسيع نطاقها". وأحد الأمثلة على تداعيات ذلك بحسب راجاسينغهام، أنه في شمال غرب سوريا لا يحصل أكثر من 900 ألف شخص على الدعم المهم للمياه والصرف الصحي الذي يحتاجون إليه، وأكثر من نصفهم من الأطفال.
وأضاف أنه "بالنسبة لملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا الذين يعانون الآن من الحرارة الشديدة بالإضافة إلى سنوات من الصراع والنزوح، تظل العملية (الإنسانية) عبر الحدود من تركيا شريان حياة بالغ الأهمية".
ولفت إلى أنه على الرغم من الانخفاض العام في المساعدات بسبب نقص التمويل، فقد كانت المعابر الحدودية مفيدة في تمكين خدمات المساعدة والحماية الحاسمة لأكثر من مليون شخص ضعيف كل شهر.
وشدد المسؤول بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على أن نقاط الضعف العميقة التي كشفت عنها درجات الحرارة الشديدة في الصيف في سوريا تؤكد على مدى أهمية ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وأشار إلى أن هذا يتطلب وصولا إنسانيا دون عوائق وحماية المدنيين والبنية الأساسية المدنية، كما يتطلب المزيد من التمويل. وقال المسؤول الأممي إنه "بدون تحسن الوضع العام، قد نرى العديد من السوريين الذين يمثلون مستقبل البلاد يختارون المغادرة، مما يضيف إلى ملايين اللاجئين في المنطقة وخارجها".