بلدي نيوز
أصدر الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، اليوم السبت، بياناً مصوراً حث فيه أهالي السويداء على مواصلة النضال السلمي وعدم الانجرار وراء حمل السلاح مهما حاول النظام التجاهل والاستفزاز والتخوين، مؤكداً أن "لا حق يضيع وراءه مطالب".
وخاطب الهجري المحتجين في ساحات الكرامة قائلاً: "مهما حاول الغادرون أن يستجروكم إلى حمل السلاح، ستبقون أوفياء لعهد السلمية التي خرجتم بها، وانتصرتم بها في أطول احتجاج سلمي عرفه التاريخ، ونفخر به وبثباته، من أهل الحق وأصحابه، وإن كل العرب والأمم والجهات العالمية والإقليمية المهتمة تتابعكم وتسعى لمساعدتكم وتناصر قضيتنا السورية".
وأشار الهجري إلى الاغتيالات، موضحاً أنها تمثيلية مكشوفة لم تعد تنطلي على الشعب وهي نتيجة إفلاس وفشل النظام في تحقيق غاياتها.
ثم خاطب الهجري، من سماهم بالصامتين أو المدافعين عن الأخطاء قائلاً: "الشعب يرى كل شيء، والتاريخ يسجل الأحداث، فكونوا رجالاً، ولا تزاودوا ولا تتصنعوا، ولا تكونوا تابعين لأحد".
وقال الرئيس الروحي للطائفة: إن إعادة التدوير مرفوضة بالمطلق، ومحاولات الظهور، وإلباس الأقنعة أمور مستهجنة لا نريدها، ولن نقبل بها"، مشيراً في ذلك إلى انتخابات مجلس الشعب والأعضاء الممثلين من دون ذكرهم.
وكان الهجري قد نبه منذ أشهر لما يُحاك للمحافظة من خطط أمنية يسعى إليها النظام عن طريق افتعال المشاكل والنزاعات الأهلية ونبه لها مراراً في كل لقاء وكل بيان. مؤكداً على التمسك بالنضال السلمي منهجاً وطريقاً لتحقيق الأهداف.
تصاعدت الأحداث في محافظة السويداء جنوبي سوريا منذ استقدام النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى المحافظة وُصفت بالضخمة وعين محافظاً جديداً قبل شهرين ذو خلفية أمنية وتاريخ إجرامي في التنكيل وقتل السوريين.
بدأ التصعيد، الشهر الماضي، عندما حاول النظام نصب حاجز عسكري في مدخل مدينة السويداء الشمالي، تلاه أحداث قتل واختطاف متفرقة وصولاً لإطلاق النار على المتظاهرين أمام قيادة الشرطة في 17 تموز/يوليو الجاري وإصابة أحد المواطنين بجروح خطيرة.
في المقابل، ازداد حراك السويداء السلمي رفضاً لمخططات النظام، وأثمر عن حملة مقاطعة لانتخابات مجلس الشعب، تُوجت بتوقف الانتخابات في العديد من القرى والبلدات ومنعها من الحصول في بلدات أخرى.
السلطة، التي عاشت فشلاً ذريعاً في أول انتخابات يسقطها الشعب وفي المناطق التي طالما حُسبت على النظام وادعى حمايتها منذ بداية الثورة السورية، لم تجد رداً مناسباً سوى بتفعيل آلة القتل واستخدام العقلية الأمنية في اغتيال مرهج الجرماني قائد فصيل "لواء الجبل" وأحد مؤسسي حراك السويداء الشعبي.
كان الرد متعقلاً من أهالي السويداء وحراكها الشعبي، الذين وجدوا في اغتيال الجرماني محاولة لعسكرة الحراك الشعبي ودفعه باتجاه الرد العسكري والاقتتال الداخلي، مما قد يؤدي إلى مقتل الحراك السلمي وبداية مرحلة من العنف تكون فيها القوى الوطنية والشعبية السلمية الخاسر الأكبر.
شهدت السويداء حملات تضليل إعلامي كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قادها إعلاميون معروفون بولائهم للأجهزة الأمنية التابعة للنظام. طالت هذه الحملات العديد من الأهالي ورجال الدين والوجهاء، وساهمت بشكل أو بآخر في خلق شارع مواجه للحراك تبنته السلطات وعملت على استخدامه كقوة رادعة، وقمعه إن أمكن.