بلدي نيوز (خالد محمد)
لجأ الكثير من السوريين في المناطق القريبة من دمشق إلى لبنان، مع بداية الحرب التي شنها نظام الأسد على السوريين، لتتحول الكثير من المناطق الحدودية في لبنان إلى مخيمات نزوح كبيرة يتوزع عليها اللاجئون السوريون، في مشهد أبعد ما يكون عن الإنسانية .
لتكون عرسال واحدة من المناطق اللبنانية الأكثر شهرة، بسبب العدد الكبير من اللاجئين السوريين فيها، والذين تتزايد معاناتهم يوماً بعد يوم، بعد أن هجروا قسرًا من منازلهم وأراضيهم من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني، الذي أجبرهم على النزوح من منطقة القلمون الغربي، فور دخول عناصره، دعماً لقوات الأسد في حربه ضد الشعب السوري.
مخيمات
وصل (أبو خالد) لاجئًا إلى أحد المخيمات في بلدة عرسال اللبنانية منذ نحو خمس سنوات، ومعه عائلته المؤلفة من أربع أطفال وزوجته، بعد إصابة تعرض لها بسبب قصف ميليشيا حزب الله.
تحدث (أبو خالد) لبلدي نيوز حول الحياة في المخيمات ومصاعبها، بقوله :" إن أكبر المصاعب التي تواجه اللاجئين السوريين في لبنان لا تتوقف على مرارة النزوح فقط، وإنما تتخطاها لتشمل الحصول على أوراق ثبوتية تضمن لهم وجوداً قانونياً يسمح لهم بحرية التنقل والعمل على الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال التي ينفذها الجيش اللبناني بشكل متكرر وغير مبرر، بحق الشباب السوري داخل مخيمات اللاجئين".
كما تحدث (أبو خالد)عن العيد الذي مر كئيباً على اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال بقوله:" بمزيد من الألم والغصة مر هذا العيد كباقي الأيام، بسبب عجز العائلات التي تقطن المخيمات عن تأمين أبسط مستلزمات الأعياد للأطفال".
وأضاف:" لدي أربعة أطفال، يعمل أكبرهم وهو في سن الرابعة عشر من عمره في محل لبيع الأحذية، ليساعدني بتأمين بعض النفقات، لكنه ورغم عمله، لم يتمكن من الحصول على قطعة ثياب جديدة بسبب قلة أجره، وارتفاع أسعار الثياب الجديدة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن جميع أطفاله ارتدوا ثيابهم اليومية المعتادة التي وزعت على أطفال المخيم منذ عدة أشهر، حالهم كحال باقي أطفال المخيم.
(أبو الجود القلموني) المتحدث باسم الهيئة العامة لمدينة يبرود، أكد أن هذا العيد يختلف عن غيره من الأعياد بالنسبة للنازحين، نظرًا لانعدام القدرة الشرائية والفقر المدقع الذي أصاب قاطني المخيمات، ما حرمهم من شراء أي ثياب جديدة لأطفالهم، أو حتى الاحتفاء بأبسط مظاهر العيد، مؤكدًا كذلك أن مظاهر العيد لهذا العام، اقتصرت على عدد قليل من الأضاحي المقدمة من بعض أهالي المنطقة.
وأكد كذلك التراجع الكبير في دور غالبية المنظمات الإنسانية، والإغاثية وتناقص ما تقدمه من المساعدات للاجئين السوريين في المخيمات.
موضحًا الوضع بقوله: " مخيمات اللجوء في وادي حميد مثلاً، تعاني من حصاراً دولياً وأممياً برعاية الجيش اللبناني، الذي يمنع وصول أي مساعدات إلى المنطقة إلا نادراً".
كذلك أكد (القلموني) أن هناك نداءات شبه يومية من داخل هذه المخيمات للدولة والجيش اللبناني، لفك الحصار والسماح بإدخال بعض المساعدات الغذائية العاجلة، محملًاً المسؤولية الأولى للحكومة اللبنانية، والمعارضة السياسية، التي لا تذكر أو تدين هذه الأفعال ولو ببيان، على حد قوله.
إلى ذلك، تضم مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال اللبنانية، ما يزيد عن 350 ألف لاجئ، غالبيتهم من منطقة القلمون السورية، وسط أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة بسبب افتقارها لجميع مقومات الحياة اليومية، وقلة العمل وانتشار البطالة في صفوف اللاجئين السوريين بعد التضييق الذي فرضته الحكومة اللبنانية على تحرك وعمل السوريين داخل الأراضي اللبنانية.
الجدير بالذكر، أن أهالي بلدة عرسال اللبنانية، عرفوا منذ البداية بتأييدهم لمطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة، واستقبلوا الآلاف من اللاجئين السوريين في بيوتهم، بسبب وجود صلات قرابة بين معظم العائلات في منطقة القلمون مع نظيرتها اللبنانية في عرسال .