بلدي نيوز
توفي اليوم الكاتب والسيناريست والصحافي السوري فؤاد حميرة بأزمة قلبية في القاهرة، مصر، عن عمر يناهز 59 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من الأعمال الفنية المميزة والأثر العميق في عالم الدراما السورية. كان قد كتب قبل ساعات قليلة من وفاته على حسابه الشخصي: "دا الموت حلو يا ولاد"، وكأنّه يودع العالم بكلمات تعكس السلام الداخلي الذي شعر به في لحظاته الأخيرة.
وُلد فؤاد حميرة في سوريا عام 1965، ونشأ في بيئة ثقافية وفنية أثرت بشكل كبير على مسيرته المهنية. وهو من ينتمي لعائلة من الطائفة العلوية، وقد نشأ في فترة مليئة بالتغيرات والتحولات في المجتمع السوري.
تلقى حميرة تعليمه في سوريا، وأبدى اهتماماً مبكراً بالأدب والفنون. درس الأدب العربي والصحافة، مما ساعده على تطوير مهاراته الكتابية والصحفية. كان شغوفاً بالقراءة والكتابة منذ صغره، وهو ما ساهم في تشكيل شخصيته الأدبية والفنية.
بدأ حميرة حياته المهنية كصحافي، حيث عمل في عدة صحف ومجلات سورية وعربية. كانت كتاباته الصحفية تتسم بالجرأة والصراحة، مما جعله صوتاً مميزاً في الساحة الإعلامية. إلى جانب الصحافة، كان له إسهامات كبيرة في الأدب، حيث كتب العديد من القصص القصيرة والمقالات النقدية. عمل مديراً لتحرير جريدة الدستور لمدة عشر سنوات، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير الصحافة السورية.
اشتهر فؤاد حميرة بأعماله الدرامية التي عكست الواقع الاجتماعي والسياسي في سوريا. من أبرز أعماله:
- "غزلان في غابة الذئاب": مسلسل درامي تناول قضايا الفساد والظلم في المجتمع السوري، وحقق نجاحاً كبيراً.
- "كسر العظم": عمل درامي آخر يعكس الصراعات الداخلية والنزاعات في المجتمع، وقد تعرض هذا العمل للسرقة والتعديل، مما أثار جدلاً واسعاً.
-رجال تحت الطربوش والذي حقق نجاحا كبيرا عام 2004.
كان حميرة من أبناء الطائفة العلوية، حيث عبّر عن آرائه بصراحة وجرأة. كان له دور بارز في مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية، وكان من الأصوات الداعمة للحرية والديمقراطية في سوريا. في عام 2015، أسس وترأس تيار "غد سوريا" المعارض قبل أن يعلّق نشاطه في منتصف 2021. وبعد مدة قصيرة من تعليق عمل التيار، تقدم حميرة باستقالته من "الائتلاف السوري المعارض" الذي كان عضواً فيه. لم يتردد في نقد النظام السياسي والمطالبة بالتغيير، مما جعله شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان.
اعتقل حميرة في سجون النظام السوري في يونيو عام 2013، وأفرج عنه بعد عدة شهور فقط. بعد الإفراج عنه، غادر إلى فرنسا هرباً من تهديدات النظام. في عام 2015، انتقل إلى تركيا وبقي فيها عدة سنوات، ثم انتقل بعد ذلك إلى مصر حيث وافته المنية
كان الراحل يعاني من مرض السكري الذي أدت مضاعفاته إلى ظهور مشاكل في القلب والكلى، بحسب ما أفاد مقربوه وأصدقاؤه. أثرت هذه المضاعفات على حالته الصحية بشكل كبير، وكانت السبب المباشر في وفاته بأزمة قلبية.
توفي فؤاد حميرة اليوم بأزمة قلبية في القاهرة، مصر، تاركاً خلفه إرثاً فنياً وأدبياً سيظل خالداً في ذاكرة محبيه. كانت كلماته الأخيرة على حسابه الشخصي: "ايوووووه ....ده الموت حلو يا ولاد"، تعكس روحاً متصالحة مع الحياة.
ترك حميرة بصمة واضحة في عالم الدراما والصحافة السورية. كانت أعماله مرآة تعكس واقع المجتمع، واستطاع من خلالها أن يناقش قضايا مهمة وشائكة. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من الكتاب والفنانين.
برحيل فؤاد حميرة، فقدت الساحة الأدبية والفنية السورية أحد أبرز أعمدتها. ستظل أعماله شاهدة على موهبته الفذة وشجاعته في التعبير عن آرائه. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.