بلدي نيوز
أضرب سائقو السرافيس في كراج جبلة بمحافظة اللاذقية عن العمل، صباح الأحد، احتجاجاً على مخالفات "ظالمة" اتخذت بحقهم مؤخراً، في حين وصف النظام السوري هذه الخطوة بـ"المحاولة لإثارة الشغب بقصد التمرد"، بينما سيطر الازدحام على المشهد في مدينة جبلة وريفها.
وقال سائقون لموقع "تلفزيون الخبر" المقرب من النظام السوري، إن الإضراب جاء بسبب مخالفات ظالمة تفرض بحقهم مرتبطة بأنظمة الـGPS، إضافة إلى ارتفاع أجور الكراجية من 5 آلاف ليرة إلى 47 ألفاً، فضلاً عن قلة كمة المحروقات الموزعة عليهم، مطالبين الجهات المعنية بـ"محافظة اللاذقية" لإنصافهم وحل مشكلاتهم.
من جهته، رفض عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع النقل والمواصلات في محافظة اللاذقية التابعة للنظام السوري، دريد مرتكوش، تسمية ما حصل بالإضراب، واصفاً ما جرى، بأنه "قيام 6 أشخاص سبق أن اتخذ إجراءات بحقهم نتيجة ارتكابهم مخالفات، لنقلهم الخضراوات والفواكه بدلاً من المواطنين، بقطع الطريق لتضرر مصالحهم الشخصية ومحاولة إثارة الشغب بقصد التمرد ومنع زملائهم من العمل"، على حد زعمه.
وأضاف مرتكوش، أنه بتاريخ 20 آذار الجاري جرى تكليف المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات بالمحافظة من قبل المحافظ لمتابعة وضع الازدحام بعد الساعة الواحدة ظهراً في كراج جبلة، إذ إن الكراج يكون خالٍ من السرافيس معظم الأيام.
وأشار إلى أنه بالمتابعة تبيّن أنه يوجد سرافيس تعمل على خط التتبع وفق نظام GPS مستثمرة المازوت المدعوم لنقل الخضراوات والفواكه بدلاً من نقل المواطنين، إضافةً إلى وجود عدد من المركبات العامة ذات لوحات مشوهة بشكلٍ مقصود لدرجة عدم القدرة على قراءة أرقامها، ومن دون فوانيس، تتعاقد مع منشآت خاصة، غير مسموح التعاقد معها.
واعترف أن أصحاب هذه المركبات ومنهم من لديه أكثر من مركبة، تعمل على الطلبات الخاصة لتحقيق مكسب مادي شخصي، في حين أن المواطنين من مختلف الفئات ينتظرون لساعات طويلة على مفارق القرى والأرياف لعدم تخديمهم من قبل هؤلاء السائقين.
وذكر مرتكوش، أنه جرى إجراء بإحالة كتب إلى الوحدات الشرطية لتنظيم ضبوط بحقهم لامتناعهم عن تأمين المواطنين والتسرّب عن العمل، إلّا أن المحافظة اكتفت لاحقاً بالتنبيه.
وتابع: "ورغم الاكتفاء بالتنبيه فقط، قام مجموعة من السائقين ممّن يمتلكون أكثر من سرفيس وتضررت مصالحهم الشخصية، صباح الأحد، بقطع الطريق وإثارة الشغب ومنع زملائهم من العمل، بغية التمرد، لحماية مصالحهم"، على حد قوله.
أزمة المواصلات في سوريا
وبالرغم من تطبيق أنظمة التتبع "GPS" في معظم مناطق سيطرة النظام السوري، لا تزال أزمة المواصلات تثقل كاهل السوريين، في حين أن السائقين يشعرون بالغبن لأسباب عدة تبدأ بالارتفاع الكبير لأجور الإصلاح وتغيير الزيت، ولا تنتهي بنقص المخصصات، إذ يحصل السائق في محافظة اللاذقية، على سبيل المثال، على ليتر واحد فقط مقابل كل 7 كيلومترات.
ورغم الوعود المتكررة التي تطلقها حكومة النظام السوري بشأن زيادة المخصصات وضخ المشتقات في محطات الوقود، فإن أزمة المواصلات ما تزال مستمرة. في الوقت الذي تعاني فيه مناطق سيطرة النظام من أزمة خانقة في قطاع النقل الداخلي، بسبب نقص عدد الحافلات، والازدحام على المواقف، حيث يضطر المواطنون إلى الوقوف ساعات بانتظار ركوب أي وسيلة تقلهم إلى أماكن أعمالهم.