صفقة أوباما النووية أبطلت قرارات الأمم المتحدة التي تكبح من جماح إيران - It's Over 9000!

صفقة أوباما النووية أبطلت قرارات الأمم المتحدة التي تكبح من جماح إيران

.huffingtonpost – (ترجمة بلدي نيوز)

أعربت إدارة أوباما بهدوء عن تحذيرات من أن صفقتها المفترضة مع الحكومة الروسية قد وصلت الى نقطة الانهيار، وقالت بأن صبرها بدأ ينفد من مراوغة موسكو وفشل وعودها في سوريا، ومع ذلك، فإن هنالك تناقضاً واضحاً بين موقف وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، المتشكّك في نوايا روسيا ومسألة التعاون العسكري مع موسكو، وموقف وزير الخارجية، جون كيري، والذي هو دائماً حريصٌ على مصافحة نظيره الروسي سيرغي لافروف وتبادل الابتسامات معه.
وهذا ما قد يفسّر جزئياً الثقة الدبلوماسية الروسية في أنّ تردّد أوباما وضعفه لن يتوقّف، مما يسمح لموسكو بمواصلة التصرّف دون أي اكتراث حول مدى جدية التهديدات الأمريكية.
في الجزء الآخر، فإن روسيا واثقة من أن أوباما لن يُظهِرَ فجأةً الشجاعة في الأشهر الأخيرة من ولايته، وخاصة فيما يتعلق بالتدخل العسكري في سوريا، وبأنه لن يخلف وعده حول عدم إرسال قوات أميركية للقتال في الأراضي البعيدة وفي "حروب "الآخرين"، ناهيك عن حقيقة عوامل العنصر الإيراني وتداعياته القويّة على إرثه، في حسابات أوباما الشخصية.
لقد ربط أوباما يديه من خلال الصفقة النووية مع إيران، ويخشى الآن قيامه بأي شيء يمكنه تقويض الصفقة، مما دفعه إلى الإذعان لتدخل إيران الإقليمي وتحالفها مع نظام بشار الأسد.
أوباما الذي دعا سابقاً بشار الأسد إلى التنحي مباشرة، قبل التراجع عن خطوطه الحمراء، والتحالف الذي يضمّ كلاً من روسيا وإيران والنظام السوري وحزب الله وغيره من الميليشيات المدعومة من قبل إيران في سوريا، واثق تماماً من أن الرئيس الأمريكي لن يقوم بتحدّي أعمالهم في سوريا، وأنه بدلاً من ذلك سيستمرّ في التظاهر بعدم رؤية أو سماع أي شرور هناك، بينما يحافظ على "شراكة" الولايات المتحدة وروسيا في سوريا.
لقد أحرجت تلك الثّقة المفرطة إدارة الرئيس الأمريكي الانعزاليّ، خصوصاً مع استمرار نظام الأسد باستخدام قنابله البرميليّة والأسلحة المحظورة، تحت غطاء جويّ روسي.
إنّ الأدلّة الدولية تثبت بأن النّظام السوري قام باستخدام الأسلحة الكيميائية لمرّتين وذلك عقب الاتّفاق الروسيّ-الأمريكيّ على تفكيك الترسانة الكيميائية لنظام الأسد، والتي أغضبت إدارة أوباما، وممّا زاد الطين بلة، كان قرار روسيا بالانتقال إلى الهجوم على مجلس الأمن للدفاع عن نظام الأسد، تاركة حلفاء واشنطن الغربيين في حالة من الفوضى وسط استمرار إحجام الولايات المتحدة على مواجهة روسيا في هذه المسألة الحاسمة.
إن أجساد الأطفال السوريين المرتعشة، والذين يتعرّضون للحرق من قبل الأسلحة الحارقة، ألقت الضوء على المأساة السورية، والتي غذتها ومكنتها الغارات الروسية والميليشيات الإيرانية، ولكن وحتى الآن دون أن يؤدي ذلك إلى صحوة الضمير العالمي.
في الوقت الراهن، يبقى التركيز على محاربة تنظيم "الدولة"، والذي قام أيضاً باستخدام الأسلحة الكيميائية في وقت سابق، ولكن واشنطن لن تكون قادرة على الاستمرار في دفن رأسها في الرمال لاسترضاء روسيا أو حماية الاتفاق النووي مع إيران، وإذا ما انهارت صفقتها مع روسيا، يمكن استخدام الأبواب التركية التي فتحت لإخبار موسكو بأن هذا يكفي، وإعادة الأخذ بزمام المبادرة.
لقد اتّهمت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون موسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية من خلال القرصنة الإلكترونية التي تستهدف حزبها، واصفة التدخل الروسي في العملية الانتخابية الأمريكية باعتباره تهديداً غير مسبوق من قوة أجنبية عدائية، في حين أن أوباما أيضاً يأخذ ذلك التهديد على محمل الجد، لكونه ديمقراطياً أيضاً، إنه في الواقع قادر على وضع حدّ للانتهاكات الروسية في سوريا، أوكرانيا، وغيرها إذا ما شاء.
وقد أثارت إجراءات أوباما في أوكرانيا ضد روسيا سيرغي لافروف، والذي انتقد بشدة العقوبات الأمريكية على روسيا، ولكن وفي المسألة السورية، لا يزال أوباما سلبياً ومحافظاً، ولكنه يجب أن يعلم بأن إرثه في سوريا هو الذي سيشكل إرث ولايته الحقيقيّ، وذلك بغضّ النظر عن ما كان قد حققه مع كوبا وإيران.
لقد أضرت سياسات أوباما في سوريا بمكانة الولايات المتحدة بنفسها، لدرجة أن الصين تجرأت بإهانته فور وصوله لحضور قمة مجموعة الـ20، متجاهلة البروتوكول ومحرجة إياه في استقبال لا يليق برئيس دولة عظمى، كما نعته رئيس الفلبين بكلمات نابية.
قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، تجرّأ حتّى على إدارة الميليشيات بأسرها في كل من سوريا والعراق، والسفر إلى روسيا على الرغم من العقوبات الأمريكية والحظر المفروض عليه، ومن المؤكد أن الاتفاق النووي لأوباما قام بإلغاء كافة القرارات الدولية التي منعت طهران من تصدير الأسلحة والميليشيات، وبالتالي إتاحة الحرية الكاملة لإيران للتدخل عسكرياً في سوريا، العراق، لبنان، واليمن مع الإفلات من العقاب.

إن تهميش الدولة والجيش، والذي تم استبداله بالميليشيات، أصبح عرفاً سائداً في الشرق الأوسط، إن هذا أمر خطير جداً، تلك الميليشيات وكذلك تنظيم "الدولة"، تقوم بتجنيد الأطفال والنساء، من العراق إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، وفي الحالة الأخيرة يقول الخبراء بأن هذا دليل على نقص المجندين في صفوف ميليشيات الحوثي، بينما الأمر نفسه ينطبق على الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، والتي كانت خسائرها غزيرة جداً في الحرب.
إن دور القادة الحكماء هو المفتاح لوقف سرقة واختطاف حياة الأطفال، سواء في الحروب الجيوسياسية، صفقات الكيميائي، أو صفقات النووي لأوباما مع إيران وشراكته مع روسيا في سوريا، إن محنة أطفال سوريا هي وصمة عار على جبين كل أولئك الذين تواطؤوا في المأساة السورية، من دون استثناء.
إن أولئك الرجال الذين يلعبون لعبة التموضع عالمياً عبر الرقعة السورية هم كثر، أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب القيادة الإيرانية التي أوكلت إلى قاسم سليماني مهمّة التموضع ميدانياً، وتركت لوزير الخارجية محمد جواد ظريف دبلوماسيّة الابتسامة العريضة لإتمام مهمّة التضليل الأمريكي والأمم المتحدة معها.
كما أن الأمانة العامة للأمم المتحدة قد وقعت في الفخ وقررت شرعنة دور إيران الميداني في سورية عبر بوابة الدبلوماسية، وعملياً أضفت الأمانة العامة بقيادة بان كي مون على إيران شرعيّة لدورها العسكري في سورية المتمثّل في "الحرس الثوري" والميليشيات المستوردة للقتال لمصلحة نظام الأسد والذي قال بان كي مون يوماً عنه بأنه يجب أن يحاسب على جرائم الحرب التي ارتكبها وأنه قد فقد كامل شرعيّته في الحكم، في الواقع باركت الأمم المتحدة طموحات طهران التوسّعية في الدول العربية وأجلستها إلى طاولة التفاوض على مستقبل هذه الدول كمكافأة لها على إنجازاتها العسكرية الميدانية في البلاد العربيّة، وعلى خرقها الواضح لقرارات مجلس الأمن الملزمة، ، لقد نصّب بان كي مون نفسه جزءاً من تلك المهمّة والمعادلة تلبية للرغبات الأميركية، وهو يغادر منصبه بعد ولايتين دونما ذلك الإرث الذي تمنى أن يرافقه وهو: إنهاء الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب!
بان كي مون وقع في فخ تحويل المسألة السورية إلى حرب على تنظيم "الدولة" فيما كان عليه أن يتذكّر القصة السورية من أوّلها، أما فلاديمير بوتين فإنه ليس جاهلاً بما يفعله في سورية، إنه يعرف تماماً ما يفعله، ومَن سيَدفع الثمن، وإلا ماذا يتطلّع، وكيف سيضمن تموضعه الاستراتيجي، ومع مَن سيتحالف بشكل عابر، وعمّن لا يمكنه الاستغناء.
إن معركة حلب ما زالت مصيرية لجميع هؤلاء اللاعبين، بوتين وسليماني والأسد، وهذا هو الأمر الذي بدأ باراك أوباما بإدراك أهميّته، لذلك فقد حذّرت إدارة أوباما روسيا اليوم بصوت خافت لتلمّح لها إلى أن أمامها الخيار التركي بعدما دخلت تركيا لتصبح طرفاً مباشراً في الحرب السورية وأحيت "الجيش الحر" وقوات المعارضة المسلحة المعتدلة.
إن صفقة التعاون العسكري الأميركي–الروسي واردة، بسبب استحالة استمرار الوضع الراهن في سورية وازدياد حاجة روسيا إلى الخروج من ورطة المستنقع السوري الذي يتربّص بها، في حين أن الثنائي كيري-لافروف مستمران في النحت لعلّ إحدى صفقاتهم ترى النور، ولكن تفاصيل المطالب الروسية قد تجعلها بعيدة المنال، ولربما مستحيلة حتّى، في الوقت الذي يقوم ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، بوضع نفسه مراراً وتكراراً بين ذلك الثنائي وتنصيب نفسه أحياناً كقناة مسهّلة للتفاهم بينهما!

مقالات ذات صلة

"التفاوض السورية" للاتحاد الاوربي: التطبيع مع النظام ينسف القرار 2254

الحسكة.. "قسد" تطلق عملية في مخيم الهول

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الاغذية العالمي": برنامجنا يصل لمليون سوري بدلا من ستة ملايين

الامم المتحدة: سوريا اكبر ازمة للنزوح القسري في العالم

مسؤولة اممية يجب التعاون أكثر لحل قضايا تتعلق بكيماوي الأسد