قصص مأساوية.. "بيت أم خديجة" وكر "الثوري الإيراني" لاستغلال الفتيات في دير الزور - It's Over 9000!

قصص مأساوية.. "بيت أم خديجة" وكر "الثوري الإيراني" لاستغلال الفتيات في دير الزور

بلدي نيوز – دير الزور (شبل الياسري)

بعد ان نشرت بلدي نيوز تقريرا عن الكتيبة النسائية التي تقودها منار العراقية والكشف عن أنشطتها وتكوينها بمعلومات دقيقة، قام الحرس الثوري بإقالة منار ومعظم معاوناتها ونقلهن إلى مناطق أخرى، وجلبت قيادية جديدة عراقية ايضاً تدعى أم خديجة تسلمت مقر الكتيبة النسائية واستأنفت العمل فيها من جديد.

يعرف مقر الكتيبة النسائية اليوم في الأوساط المرتبطة بالميلشيات الإيرانية باسم "بيت أم خديجة" أو "بيت البنات"، وهو عبارة عن فيلا كبيرة في منطقة فيلات البلدية بمدينة دير الزور، تتألف من طابقين وعدد كبير من الغرف، وفي هذا المقر الأمني الخطير تتجمع عشرات القصص لفتيات من دير الزور وغيرها قادتهن اقدارهن البائسة للوقوع في فخاخ الحرس الثوري ومخططاته لتدمير مجتمع شرق سوريا اخلاقياً وانسانياً.

 والطريق الأسهل لذلك هو استدراج النساء، خاصة المراهقات، إلى علاقات عاطفية وتوريطهن بتعاطي المواد المخدرة المنتشرة بكثافة، ثم تهديدهن بنشر فيديوهات وصور لهن وهو أمر خطير في مجتمع له تقاليد متشددة في هذه القضايا، ثم تبدأ عملية الاستغلال في عدة مجالات.

هنا سنسرد قصص بعض الفتيات أو "الضحايا" كما وصلتنا من مصادر موثوقة.

سهام "اسم مستعار" فتاة تعمل في مهنة تجميل السيدات التي تسمى محلياً "الحفافة" وتتخذ من منزلها مكاناً للعمل، اشتركت في احدى دورات الـ "كوافيرة" التي يعلن عنها المركز الثقافي الإيراني بشكل شهري، وكان دافعها هو الحصول على التعويض الذي يمنح عند انتهاء الدورة وأيضا على أمل الفوز بفرصة افتتاح صالون تجميل بمساعدة المركز التي تحظى بها بعض المتدربات. 

تقول سهام أنها بدأت بالتدريب شأنها شأن بقية المتدربات في غرفة مغلقة من غرف المركز، حيث تخلع المدربة اللبنانية واسمها "رقيّة" حجابها وعباءتها وتقول للفتيات بأن الغرفة مغلقة وأن الكاميرات التي تشاهد بسهولة لا تعمل، ومن الأفضل أن يفعلن مثلها، وهكذا مع مرور الوقت بدأت الفتيات يتصرفن بأريحية وكأنهن في منازلهن.

وفي آخر أيام التدريب اخبرتها المدربة بأن "الأستاذ محمد ذيب" يريد رؤيتها في مكتبه، وهو المدير الإداري للمركز الثقافي الإيراني، وعند مقابلتها له تبين لها أنهم قد صوروا الجميع في غرفة التدريب وفي الحمامات أيضا، وكان ذلك أول خطوة في طريق الابتزاز والتوريط لتقديم خدمات سريّة للحرس الثوري تحت التهديد بنشر الصور.

وكانت الطلبات في البداية تقتصر على الدعاية للمركز وجذب مزيد من الفتيات، خاصة ممن يتمتعن بقسط من الجمال، ودعوتهن إلى الدورات والأنشطة التي يقيمها المركز باستغلال علاقاتها في اوساطهن بحكم مهنتها، وتحت الخوف والطمع بالتعويض الذي يمنح لها مقابل ذلك عملت معهم لفترة من الزمن، كانت هذه المدة كافية لإغرائها بالبدء بتعاطي المخدرات والادمان عليها، وبعد ذلك بدأت مرحلة الاستغلال الجنسي لها.

وتضيف سهام إنها شاهدت امثلة أخرى مشابهة مثل فتاة في مطلع العشرينيات حضرت احدى الدورات، وما أن شاهدوها في المركز حتى أعجبوا بها، وقدموا عرضا بأن تتعاون معهم بمقابل وعد بفتح صالون تجميل خاص بها، لكن بعد أيام قليلة، أرسل الحاج رسول المدعوة أم خديجة لطلب يد الفتاة من اسرتها، حيث وافق شقيق الفتيات وصاحب الولاية عليهاعلى الزواج وحصل مباشرة على وظيفة في احدى الدوائر الحكومية.

تزوجت الفتاة من رسول، وبقيت لديه عدة اسابيع لتكتشف أنه تزوجها وفق عقد "زواج متعة" مؤقت، وتخلى عنها، وكانت قد أصبحت أيضا مدمنة للمخدرات، ونقلت إلى بيت أم خديجة، التي اخبرتها بأن كل ما حصل شرعي ووفق الأصول "الدينية"،ووفق هذه الصيغة بدأت الفتاة رحلة الزيجات بطريقة "عقود المتعة" وتزوجت في أربعة أشهر ست مرات من قادة في الحرس الثوري والميلشيات التابعة له، حيث تنتقل إلى بيت كل واحد منهم لمدة من الزمن، ثم تعود إلى بيت أم خديجة بانتظار الرجل التالي، الذي يمنحها هدية زواج تتفاوت من شخص إلى آخر، لكن رابطها الأساسي بحالتها الراهنة هو المخدرات التي لم تعد تستطيع الاستغناء عنها.

أما السيدة (م. م) فهي ارملة شابة على قسط كبير من الجمال، دخلت ايضاً إلى المركز الثقافي الإيراني بصفة متدربة، مرت بالمراحل التي ذكرتها سهام سابقاً، وفي نهاية الدورة طلب الحاج رسول مدير المركز مقابلتها في مكتبه، وتكلم معها بطريقة عادية جدا وأثنى على تميزها وطلب منها أن تلتحق بالدورة التالية وهي دورة اسعاف، ولدى خروجها من مكتبه قدمت لها مدربتها مبلغ 6 مليون ليرة سورية كتشجيع لها من مدير المركز.

وبالفعل تسجلت بدورة الإسعاف واستمرت الأمور طبيعية حتى طلب منها المدير الإداري محمد ذيب المعروف بابي احسان مقابلة رسول حيث عرضوا عليها تمويل صالون تجميل وبدأت بالفعل بالبحث عن مكان مناسب وأدوات لبدء العمل، وعندما أصبحت جاهزة تواصلت مع ابي احسان الذي اخذها إلى رسول، وتركهما وغادر، عرض عليها رسول عندئذ فيديوهات لها اثناء التدريب، وقال لها ان هذه الصور قد شدته لها، وقرر دعمها، وطلب منها الدخول معه بعلاقة جنسية بشكل مباشر، وتقول انها لم تستطع ان تفعل شيئا في المركز، لانهم لو قتلوها فلن يعرف أي شخص بالأمر.

لاحقا علمت انه تم تصوير ما جرى بينها وبين رسول، وما زالت تخضع للابتزاز المتكرر تحت التهديد بتفجير فضيحة ونشر فيديوهات لها، وتزوجت حتى الان بعقد مؤقت عدة مرات، ومركز هذه العملية أيضاً هو بيت أم خديجة.

أما الفتاة (ع.س) في العشرينيات، فقصتها تبدأ من التحاقها بدورة اللغة الفارسية في المركز الثقافي طمعا في التعويضات التي تمنح للمتدربين، وذات يوم أرسل المتدربين في رحلة إلى دمشق مدفوعة التكاليف، والإقامة على نفقة المركز بفندق في السيدة زينب، وعندما ذهبت إلى غرفتها، وجدت هناك رجلا يدعى الحاج عقيل، واجبرت على الزواج منه بعقد متعة.

 ثم تتالت زيجاتها، وقالت الفتاة لأحدى صديقاتها بأنها إن استطاعت التخلص من براثن الإيرانيين فإنها لن تستطيع تفادي غضب ذويها إذا علموا بالأمر، لذلك هي مستمرة بالالتحاق بالدورات وبالزواج سرا وفق عقود متعة ترتبها خديجة العراقية في منزلها، وتحصل مقابل كل عقد على مبلغ جيد يدعى "هدية".

لقد كشفنا في هذا الجزء بعض القصص المأساوية لبعض ضحايا الميلشيات الإيرانية في دير الزور من الفتيات والسيدات، لكن ما خفي اعظم، وسنكشف في الجزء الثاني بعضا من تلك القصص، وهي جميعها ليست سوى جزء بسيط من الانتهاكات والاستغلال الممنهج الذي يمارسه الحرس الثوري الإيراني وأذرعه المختلفة ومؤسساته الاخرى مثل المركز الثقافي والمكتب التربوي، التي تبدو كانّها بريئة وتعمل لغايات سامية، لكنها في الواقع ليست سوى واجهات ملونة يقبع وراءها وحش مفترس ولا إنساني.

مقالات ذات صلة

حملة أمنية في مدينة الباب وريفها من المستهدف؟

النظام يرد على القصف الإسرائيلي على المزة في دمشق

من جديد الاردن يحبط محاولة تهريب ممنوعات من سوريا

توترات روسية إيرانية في ريف دير الزور الشرقي

الكتيبة النسائية التابعة لإيران في دير الزور وشبح الاغتيالات

المركز الثقافي الإيراني يبدا مرحلة جديدة من الغزو الثقافي في دير الزور