الهدنة الأمريكية الروسية.. هدف محدد وفشل مؤكد - It's Over 9000!

الهدنة الأمريكية الروسية.. هدف محدد وفشل مؤكد

بلدي نيوز – (عمر الحسن)
اتفاق كيري- لافروف والذي سماه البعض اتفاق "الفودكا - البيتزا"، لا يعطي أي مؤشر أنه سيغير أي شيء في سلوكيات النظام وتصرفاته، فالهدنة التي يفترض أنها بدأت مساء اليوم الاثنين، لا يبدو أنها ستنجح ولو بالحد الأدنى، خصوصاً أنها ليست محددة لا بالمكان ولا بالأطراف الذين ستشملهم الهدنة، وكل ما تركز عليه هو محاربة "الإرهاب" ليس إلا .
فالهدنة أولاً وأخيراً تهدف لدعم نظام الأسد، الذي أتم حصار حلب وتقدم في الغوطة والساحل بنتيجة الهدنة الأولى بداية هذا العام، والتي استجمع خلالها قواه، وأعاد ترتيب قواته وتسليح وتذخير جيشه .
إضافة لعمليات الرصد والاستطلاع المطولة التي نفذها، تمهيداً لمتابعة العمليات مع نهاية الهدنة، في حين لم يحدث أي شيء حقيقي لدى الثوار من تجهيز للمعركة القادمة، التي كان مؤكداً أنها ستتلو الهدنة .
هدنة هلامية
لا يُعرف فعلياً من هذه الهدنة سوى أنها بدأت مع غروب اليوم الاثنين، وأنها تشمل فقط الفصائل "المعتدلة" التي يجب أن تمتنع عن قتال النظام، والتي لحد الآن لا تعرّفها بالاسم حتى أمريكا صاحبة المصطلح، ما يعني أن جميع الفصائل في سوريا، والتي تنتشر في كل المناطق مؤهلة جداً للقصف الروسي الأمريكي هذه المرة، حتى الفصائل التي تتلقى دعماً غربياً، والتي دخلت معارك مشتركة مع الفصائل التي تنوي أمريكا قصفها، مثل "أحرار الشام" ومكونات "جيش الفتح" وغيرها، فأي فصيل "متعاون" مع الفصائل التي تعتبرها أمريكا "إرهابية"، سوف يناله القصف الذي توزعه أمريكا وفق ما شاءت وأينما شاءت، ما يلغي الهدنة من أساسها ويحولها لمجرد تغيير الجهة التي ستقصف السوريين فقط .
هدن لمصلحة النظام
الهدنة الماضية أراحت قوات النظام بشكل كامل، أما هذه الهدنة فهي موجهة فعلياً لمصلحة القوى الجوية للنظام، فهي لإراحة طائرات النظام وصيانتها والتي شارف معظمها على التوقف عن العمل، بحكم انتهاء عمره، ولم يبق لديه ما يعتمد عليه من قاذفات سوى سوخوي 24 التي أمدته روسيا ببعضها خلال الأشهر الماضية.
حيث يستفيد النظام من الهدن في تخفيف نشاط طائراته وقواته، وتركيزها على نقاط معينة يرغب بالتقدم فيها، حيث يطبق النظام مفهوم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شارون في "وقف إطلاق النار المتحرك"، حيث يحرك قواته ويغير مواضعها ويدعمها بناء على حاجاته وخططه لما بعد الهدنة، مستفيداً من عدم وجود جهة محايدة لمراقبة الهدنة، لها السلطة أو قدرة على معاقبته إذا أخل ببنودها، ناهيك عن القصف الذي يصبح أكثر فاعلية بسبب انخفاض مستوى حذر المدنيين، وتكدسهم في الأسواق بغية تلبية حاجاتهم .
كذلك يختار النظام عدداً من النقاط والمناطق المفتاحية والمستعصية عليه والتي يخرجها من الهدنة، بهدف تركيز قوته عليها بهدف كسرها واحتلالها .
ما يجعل النظام الرابح الأول والأخير من الهدن، والتي تنفذ بتوافق الدول العظمى لدعمه .
أحد أخطر الأمور في الهدنة الحالية هو موضوع اعتبار الفصائل المتعاونة مع الفصائل التي تعتبرها أمريكا فصائل "إرهابية" أهدافاً مشروعة للقصف، الأمر الذي يعتبر حيلة ماكرة من قبل أمريكا وروسيا، لقصف جميع الفصائل على الأرض وحتى التي دخلت العملية السياسية وقبلت الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ما يعني القضاء على أي قوة على الأرض باستثناء جيش النظام والميليشيات الشيعية، التي سيكون القصف الدولي بمثابة تمهيد ناري لها ضد الثوار، الذين وقفوا في وجهها وآلموها جداً .
لماذا لن تنجح الهدنة ؟
بعيداً عن جميع التحليلات والأفكار، التي تتعلق برفض وقبول الهدنة من النظام والثوار والمعارضة السياسية، والأسباب البعيدة والقريبة لنجاحها أو فشلها، يمكن القول إن هذه الهدن "ليست مصممة لتنجح"، بل هي هدن مصممة لأسباب وغايات أخرى مرحلية، تهدف القوى الكبرى لتنفيذها الأمر الذي يعني حتمية انهيار الهدنة عند انتهاء الهدف المرسوم لها هذه المرة، وهو توسيع نطاق الفصائل "الإرهابية " بحجة دعمها لجبهة "فتح الشام" لتضم فصائل جديدة مثل أحرار الشام وغيرها، تمهيداً لقصفها لاحقاً.

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

شهيدان من درعا في معتقل صيدنايا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية