بلدي نيوز
وضعت المنظمة الطبية الأميركية ـ السورية (سامز) خلال حفل أقامته اليوم الخميس، حجر الأساس لـ"مدينة طبية" في منطقة "باب الهوى" الحدودية شمالي إدلب.
وحضر الحفل طيف من المنظمات الإنسانية السورية، أبرزها الدفاع المدني السوري، والمنتدى السوري، المشاركان في التحالف العملياتي مع "سامز"، في إنشاء المدينة الطبية، إلى جانب مشاريع خدمية أخرى في منطقة شمال غربي سوريا.
كما شارك في الحفل، والي إقليم هاتاي التركي، ووفد من منظمة "آفاد" التركية، ونائب المنسق الإنساني الإقليمي في الأمم المتحدة، ديفيد كاردن، والذي تحدّث خلال كلمة ألقاها عن تدهور الأوضاع الإنسانية في منطقة شمال غربي سوريا، وخاصةً بعد كارثة زلزال شباط العام الماضي، والأعمال العدائية التي تشهدها المنطقة.
وتمتد المدينة الطبية أو "مدينة الأحلام"، كما أطلق عليها القائمون على الحفل، على نحو 12 هكتاراً، وتتسم طبيعتها العمرانية بـ"الطراز الأميركي"، بميزانية تقديرية تبلغ 19.5 دولارا أميركيا، بحسب "سامز".
"الفكرة تبلورت عقب الزلزال"
أوضح مدير المنظمة الأميركية ـ السورية، مفضل حمادة في حديث لموقع تلفزيون سوريا، أن مدة تنفيذ المدينة الطبية بشكل كامل قد تستغرق مدة تتراوح من 5 إلى 7 سنوات، على أن تشهد السنوات الثلاثة الأولى ولادة أبرز أقسام المدينة الطبية، وهي "المستشفى الأكاديمي ومركز خدمات الأورام الشاملة، بما فيها أمراض السرطان".
وأضاف "حمادة" أن "الفكرة تبلورت عقب ظروف زلزال شباط الماضي، التي أكدت على ضرورة بناء بنية تحتية طبية وتوفير خدمات طبية جديدة". مشيراً إلى أن "المدينة تهدف إلى رفع المستوى الطبي والمهني والأكاديمي والتعليمي في مجال الطب".
وقال إن "المدينة الطبية ستوفر تقنيات طبية عالية، فضلاً عن كادر طبي متخصص وكفء من الأطباء السوريين في أميركا، إذ إن المشروع يحظى بدعم ورعاية مباشرة منهم".
ما أبرز أقسام المدينة؟
يهدف المشروع، وفقاً لـ"حمادة"، إلى إيجاد بيئة طبية تعليمية متكاملة في منطقة شمال غربي سوريا، إلا أنه بالدرجة الأولى سيباشر في إنشاء مستشفى أكاديمي متخصص يضم 450 سريراً، و25 سرير عناية مركزة، و14 غرفة عمليات للاختصاصات الآتية: الجراحة العصبية، وجراحة الأطفال، وزراعة الحلزون، والجراحة القلبية، والسكتة الدماغية، وقثطرة القلب والتنظير الهضمي".
كما تشمل الخطة الأولى من المشروع، بحسب محدّثنا، إنشاء مركز خاص بالأورام والسرطان، بهدف كفاية مرضى المنطقة وتأمين علاج طبي لهم، من دون الحاجة إلى السفر إلى تركيا أو مناطق أخرى.
ويشير "حمادة" إلى أن "المدينة ستضم تباعاً عدة مراكز وأقسام، منها مركز خاص بطب العيون والعيادات الطبية المتخصصة، ومؤسسات تعليمية".
"لبنة لكلية طبية"
وقال "حمادة" إن "المدينة لن تقتصر خدماتها على الحاجات الطبية الأساسية للمجتمع المحلي، وإنما رفع السوية التعليمية والأكاديمية الطبية، لتكون لبنة كلية طبية، تخرّج الأطباء بكفاءة عالية، وتوفّر الخبرات الطبية التعليمية من كل دول العالم وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية".
وبحسب رؤية "سامز" لـ"المدينة الطبية"، فإن المؤسسات التعليمية ستكون رئيسية ضمن بنية المدينة، إذ تشمل هذه المؤسسات "كلية الطب وكلية التمريض، ومدرسة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة".
"حلم بدأ يتحقق"
تخصص المدينة، قسماً للمنظومة الإسعافية لـ "الخوذ البيضاء"، إذ تعد الأخيرة جزءاً من "التحالف العملياتي" وشريكاً في إنشاء المدينة الطبية.
وفي هذا السياق أكد منير المصطفى نائب مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري، على فكرة التكاملية في المشاريع، ضمن التحالف العملياتي مع سامز والمنتدى السوري، وكل منظمة تعمل وفقاً لقدراتها وبرامجها.. فالدفاع المدني عمل على تأهيل بنى تحتية مثل تأهيل طريقين رئيسيين في عفرين، بينما المنتدى السوري أهّل مدارس وسوقاً شعبية في مدينة عفرين".
ويضيف لموقع تلفزيون سوريا أن المدينة "كانت عبارة عن حلم بدأ يتحول لحقيقة، وهي إحدى أبرز خطط التحالف العملياتي، وتعد من أكبر المنشآت الطبية على مستوى سوريا، ونحن بانتظار وضع المدينة بالخدمة، التي سيكون لها أثراً لكل السوريين".
ويختم أن "رؤيتنا للتحالف ومشاريعه، تنطلق من رؤيتنا في الدفاع المدني في إنقاذ الأرواح، إلى جانب دعم صمود المجتمعات المحلية ودعم البنية التحتية".