لا تعد أزمة المحروقات في دير الزور جديدة، إذ تتكرر مع اقتراب مواسم الزراعة، ودخول فصل الشتاء، وازدياد الطلب والحاجة إلى الوقود، سواء للتدفئة أو الزراعة والنشاط الاقتصادي، فعدم قيام لجنة المحروقات التابعة لمجلس ديرالزور المدني بتحديد موعد لتوزيع المازوت على السكان، أدّى إلى ارتفاع أسعار تلك المادة مؤخراً بشكل كبير وعدم توافرها بشكل دائم في السوق. وبات أهالي مدينة دير الزور عاجزون تماماً منذ بداية فصل الشتاء عن تأمين المحروقات لمنازلهم، على الرغم من تحذيرات الأهالي من عواقب تأخر توزيع المحروقات المخصّصة للتدفئة من مجلس دير الزور، ما يُنذر بحدث أزمة كبيرة تطارد السكان في المنطقة. ومعظم العوائل في المدينة وريفها تضطر لجمع الحطب أو تخزين بعض المواد القابلة للاشتعال بغرض استعمالها في التدفئة.
ويرى الأهالي أن هذه الأزمة التي خلقتها “قسد” غير مبررة، فهنالك عشرات الحقول وآبار النفط وجميعها مليئة بالمواد النفطية في المنطقة وخاضعة لسيطرة “قسد”. فالمحروقات المقدمة من الإدارة الذاتية تعتبر أساسية بالنسبة لسكان المنطقة، كونها مدعومة ومنخفضة السعر، مقارنة بتلك المتوفرة في السوق السوداء. ويبلغ سعر ليتر المازوت المدعوم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية حوالي 900 ليرة سورية، ويختلف بشكل بسيط من منطقة إلى أخرى، بينما يبلغ سعره في السوق السوداء 4600 ليرة سورية كحد أدنى.