بلدي نيوز – حلب (يمان الخطيب)
سيطر مؤخراً عناصر الوحدات الكردية YPG التابعة لحزب العمال الكردستاني PKK على حي الشيخ مقصود بحلب كاملاً، بعد انسحاب مقاتلي الجبهة الشامية إلى حي الأشرفية المجاور، وبعد حصار دام ثلاثة أيام من قبل الوحدات الكردية، والتي تمكنت على إثر ذلك من قطع طريق الكاستيلو الاستراتيجي، الذي يصل أحياء حلب بريفها الشمالي، ليستهدف مقاتلو الحزب بالرشاشات والقناصات سيارات المدنيين المارة على الطريق.
ولم تصدر أي من الفصائل المقاتلة وعلى رأسهم غرفة عمليات "فتح حلب" أي بيان يوضح من خلاله موقفها من إقدام الوحدات الكردية على قطع شريان حلب الوحيد، باستثناء السواتر التي يتم العمل عليها لتأمين طريق الكاستيلو للمسافرين من قبل فصائل مقاتلة كـ "تجمع فاستقم كما أمرت".
ناشطون من الحي أفادوا أن "الوحدات الكردية منعت المدنيين من الخروج من حي الشيخ مقصود، وسط تخوف من أن تتخذهم الأحزاب الكردية دروعاً بشرية في حال أقدم الثوار على اقتحام الحي".
وشهد طريق الكاستيلو ومنطقة دوار الجندول في الأيام الخمسة الماضية اشتباكات وقصف مدفعي متبادل بين الطرفين، ما تسبب باستشهاد ثلاثة مدنيين واحتراق سيارة إطفاء.
وقال "خالد خطيب" مدير المكتب الإعلامي في مؤسسة الدفاع المدني في حلب لبلدي نيوز: أن "الوحدات الكردية استهدفت سيارة إسعاف وسيارة إطفاء وسيارات يستقلها مدنيون بشكل متعمد، أثناء سلوكهم طريق الكاستيلو، ما أدى لاستشهاد سيدة وزوجها".
وأضاف "الخطيب": "يجري الآن رفع سواتر ترابية على طول طريق الكاستيلو، لمنع استهداف الوحدات الكردية لمن يسلك الطريق الوحيد المتبقي بحلب".
توتر بمحيط الحي
المناطق المحيطة بحي الشيخ مقصود تشهد توتراً وحشداً عسكرياً من قبل الفصائل المقاتلة كـ "حركة أحرار الشام وجبهة النصرة والجبهة الشامية"، حيث شوهدت أرتال عسكرية تتجه لمنطقة دوار الجندول، دون ورود معلومات فيما إذا كانت تلك الفصائل تسعى لاقتحام الحي.
وأفاد مصدر خاص لبلدي نيوز طلب عدم الكشف عن هويته أن "اجتماعاً ضمّ قادة عسكريين، يوم أمس، للبحث في مسألة استمرار استهداف الوحدات الكردية للحي وطريق الكاستيلو".
وبحسب المصدر "انقسمت الآراء بين مؤيد لشن عمل عسكري لاستعادة السيطرة على الحي من قبضة الوحدات الكردية وبين معارض له".
على الجانب الآخر من حي الشيخ مقصود وتحديداً في حي سليمان الحلبي قال شاهد عيان لبلدي نيوز إن "النظام استقدم تعزيزات عسكرية ضخمة، بعد انسحاب الثوار من جميع نقاط الرباط مع قوات النظام وتسليمها لعناصر الوحدات الكردية".
تدخل مستبعد
ويرى الناشط الإعلامي "مجاهد أبو الجود" في حديثه لبلدي نبوز أن "دخول قوات النظام إلى الحي مستبعد في الفترة الحالية، فالوحدات الكردية تسعى لبسط نفوذها على الحي، بعيداً عن الثوار وقوات النظام"، وأشار إلى أنه "يجب على الثوار توخي الحذر والعمل بالسرعة القصوى لإنقاذ مدينة حلب المهددة بالحصار".
وأشاع آخرون نبأ غلاء الأسعار في المناطق المحررة نتيجة انقطاع طريق الكاستيلو ووقوع أحياء حلب تحت الحصار، الأمر الذي نفاه الناشط "فادي الحلبي" في تصريح لبلدي نيوز بقوله: "الأسعار بحلب لم تتغير، والطريق رغم خطورته لا زال مفتوحاً أمام المسافرين والتجار".
وأضاف، "ترويج النظام لمثل تلك الأكاذيب، يأتي لإحباط معنويات المدنيين الصامدين في المناطق المحررة".