استقبلت منظمات إنسانية إيطالية 80 لاجئا سوريا، وصلوا من لبنان إلى إيطاليا على دفعتين منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وجاء هؤلاء اللاجئون جواً عبر طائرتين ضمت الأولى 62 شخصا، بينما حملت الثانية بعد أيام قليلة 18 شخصا آخرين، وذلك في إطار مبادرة الممرات الإنسانية.
استقبلت العاصمة الإيطالية روما خلال أيام معدودة 80 لاجئا سوريا، وصلوا جواً على متن رحلتين من العاصمة اللبنانية بيروت. وكان من بين الوافدين العديد من الأطفال الذين عاشوا لفترات طويلة في مخيمات اللاجئين في لبنان، وفي مساكن غير مستقرة على مشارف العاصمة بيروت.
وأتى وصول هؤلاء اللاجئين إلى إيطاليا في لحظة صعبة للغاية بالنسبة للبنان، ترتبط جزئيا بالصراع الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين. وحصلت عملية نقلهم بفضل الممرات الإنسانية التي تبنتها جمعية سانت إيجيديو، واتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، وتافولا فالديزي، بالاتفاق مع وزارتي الداخلية والخارجية الإيطاليتين. ومنذ شباط/ فبراير 2016، نقل أكثر من 2700 شخص إلى بر الأمان في إيطاليا، وذلك من بين أكثر من 6700 لاجئ تم جلبهم إلى أوروبا عبر الممرات الإنسانية.
وستتم استضافة العائلات الصغيرة جداً في العديد من المناطق الإيطالية المختلفة، وفي بعض الحالات بفضل أقاربهم، الذين جاؤوا إلى البلاد سابقاً عبر ممرات إنسانية، وأصبحوا مندمجين بشكل جيد. بينما ستتم استضافة الآخرين في مساكن توفرها العائلات والجمعيات الإيطالية، الأمر الذي سيساعدهم في عملية اندماجهم عبر تعلم اللغة الإيطالية، وبمجرد حصولهم على وضع لاجئ، سيحصلون على المساعدة في التوظيف. وتعد الممرات الإنسانية ممولة ذاتيا بالكامل، وبمبادرة من المجتمع المدني.
ووفقا لبيان صحفي صادر بشأن عملية الوصول، فإن هذه الممرات تعتبر "أفضل الممارسات" المعترف بها دوليا، ويمكن أن تكون بمثابة نموذج للاتحاد الأوروبي بأكمله لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من تصاعد الحروب.
كما نشرت جمعية سانت إيجيديو تغريدة لتذكر فيها بضحايا الهجرة على الطرق البحرية الخطرة، ونشرت فيها أسماء من قضوا غرقا في البحر المتوسط مع مراكبهم.
وقال رئيس جمعية سانت إيجيديو، ماركو إيمباجلياتسو، خلال تواجده في مطار روما فيوميتشينو، أثناء انتظار وصول الدفعة الأولى (62 لاجئا سوريا)، إن "الممرات الإنسانية تتحول اليوم إلى ممرات للسلام".
وأضاف أن "هؤلاء اللاجئين هم أشخاص تحرروا ليس فقط من الحرب في سوريا، بل أيضا من زعزعة الاستقرار في لبنان، حيث عاشوا لسنوات عديدة في مخيمات للاجئين". وأوضح إيمباجلياتسو، أن "هذه حرب يشعرون دائما أنها قريبة منهم، واليوم سيجدون أخيراً في إيطاليا مستقبلا مستقراً، مستقبلاً للسلام والاندماج".
وشدد رئيس سانت إيجيديو، على أهمية الممرات الإنسانية، التي اعتبرها "وسائل قانونية لإنقاذ الأرواح التي كانت ستسرقها الحرب".
أما مارتا برنارديني منسقة أمل البحر المتوسط، التابعة لاتحاد الكنائس الإنجيلية في إيطاليا، فقد قالت "ككنائس بروتستانتية، إنه لشرف لنا أن نرحب بهؤلاء الأشخاص القادمين من حالات عنف رهيب وحرب وظلم، ومن دولة مثل لبنان تمر بأزمة معقدة للغاية".
وتطرقت برنارديني، إلى ضحايا الحرب بين إسرائيل وفلسطين، مشيرة إلى أن "ضحايا الصراع بين إسرائيل وفلسطين ما زالوا في أذهاننا أيضا، ونحن مستمرون في الصلاة من أجل سلام عادل". وأردفت أنه "في إيطاليا، لا يزال أمامنا بعض الطرق لنقطعها فيما يتعلق بحقوق المهاجرين واللاجئين، وكذلك حقوق النساء، ومن المهم أن ننخرط في هذا الكفاح معا".