كاسحات الألغام الأمريكية...شريك "قسد" في عمليات التطهير العرقي - It's Over 9000!

كاسحات الألغام الأمريكية...شريك "قسد" في عمليات التطهير العرقي

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

عمدت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية"، منذ تأسيسها، على إقحام المدنيين في قضايا التسلّح لشراء ولائهم، وجعلهم شركاء حقيقيين في المعارك التي يخوضونها، ولم تدّخر جهداً من أجل ذلك، حتى إنها عملت على تجنيد القصّر والنساء، كما هو حال عمادها الأساسي "الوحدات الكردية". من بين الإجراءات التي انتهجتها "قسد" في منبج، بعد خروج "داعش" من المدينة، هو القيام بعدة إجراءات، الهدف منها الضغط على المدنيين لحمل السلاح، سواء أكانوا من الكرد أو العرب، والضغط على الناس بكافة الاتجاهات لجعلهم جزءاً من سياستها في المنطقة.
لا يخفى على أحد، مقدار الدعم الذي تلقاه "قسد" من قبل الولايات المتحدة، التي تدعم المشروع الانفصالي للأكراد في شمال شرق سوريا، غير أن أهالي مدينة "منبج" يتحدثون عن شكل جديد من أشكال الدعم يقدمها الأمريكيون لقوات "قسد"، ضد أبناء المنطقة العرب على وجه التحديد. حيث أكّد الأهالي أن الأمريكيين يمتنعون عن تفتيش المنازل لضمان عودة الأهالي سالمين إلى بيوتهم، ما أدى لسقوط الكثير من المدنيين ضحية للألغام التي هي من مخلفات "داعش".

يقول "زياد.م" وهو من أهالي مدينة منبج، والذي رفض التصريح باسمه كاملاً لدواع أمنية: "أحاول منذ شهر ونصف العودة إلى بيتي، ولكنني مضطر للمبيت في البراري، نتيجة مخاوفي من وجود ألغام في المنزل"، ويعقب "زياد" قائلاً: "غير أن أجهزة الكشف عن الألغام موجودة حصراً بيد الأمريكيين، الذين لا يلبّون أي شكوى مدنية بهذا الخصوص، ويقومون بالكشف عنها وفق أجندة تخصهم بعيداً عن مصلحة الشعب". وبيّن أنه بقي ينتظرهم لمدة أسبوع، دون أن يستجيبوا له، فاضطرّ إلى التواصل مع شخص مدني، ممن لديهم خبرة في مجال الألغام "فقام بتفتيش بيتي، والحمد لله كان خالياً من الألغام".

ويلفت "زياد" إلى أنّ "الخبراء الذين يستقدمهم الأهالي للكشف عن الألغام، هم مدنيون ممن خدموا في جيش النظام، في مجال الألغام، أو من المدنيين الذين اكتسبوا خبرة في هذا المجال، من خلال الممارسة العملية، غير أن هذا الموضوع تسبّب في مقتل عدة أشخاص من هؤلاء الناس غير المتمرّسين، وتسبّب بعاهات للبعض الآخر نتيجة عدم توافر التجهيزات وانعدام الخبرة الكافية".

في السياق ذاته، يوضح "عمر المحمد"، من أبناء مدينة "منبج" أن عدة حوادث وفاة أو إعاقة جرت، نتيجة انفجار الألغام لأسباب شتى، فيقول: "أعرف شاباً توفي نتيجة انفجار لغم به أثناء محاولة تفكيكه، بالطبع هو ليس خبيراً بهذه المسألة، ولم يسبق له أن أدى الخدمة العسكرية"، ويلفت إلى أن "الكثير من الشبان يعملون في هذا المجال من باب كونه (باب رزق) والبعض يتقاضون مبالغ خيالية"، مبيناً أنهم "يقومون بعملهم هذا بسرية تامة كونهم ملاحقون من قبل (قسد)، ولكن إحجام الأمريكيين عن الكشف عن الألغام لم يترك للمدنيين خياراً آخر غير اللجوء إليهم، من أجل العودة إلى بيوتهم"، ويتابع قائلاً: "اليوم كنت في حافلة النقل، فرأيت ساتراً ترابياً في منطقة (السبع بحرات) أخبرني السائق أنه واحد من العديد من الألغام البادية للعيان، المنتشرة في الطرقات، ضمن السواتر الترابية، والتي يمتنع الأمريكيون عن الكشف عنها، ولا تسمح لأي كان بالقيام بذلك" ويؤكّد أن الأمريكيين سبق واستخدموا تجهيزاتهم وخبراءهم في القرى الكردية، ولكنهم يرفضون استخدامها في "منبج" دون أن يعلم أحد ما هي الغاية من وراء ذلك.

يرى الأهالي أن الغاية من وراء هذه السياسة التي تتبعها أمريكا، في ترك الألغام، دون تقديم أي دعم للأهالي في الكشف عنها، أو تفكيكها، إنما هو ضمن مخطط تهجير العرب المتواجدين في منبج خاصة وأنهم يطالبون كل عائلة عربية ترغب في العودة إلى منبج بانضمام عشرة أفراد منها إلى صفوف "قسد" ، ويجندون القصّر والإناث، ما يدفع المكوّن العربي إلى مغادرة المدينة مكرهاً.

 

مقالات ذات صلة

"أطباء بلا حدود" تطلق تخذيرا بعد ارتفاع الوفيات بمخيمات شمال شرق سوريا

خسائر لقسد بهجوم شرق دير الزور

ناشطون وأكادمين يعلنون الانضمام لوثيقة المناطق الثلاث

"أبناء الجزيرة والفرات" تشن هجوما على "قسد" في دير الزور

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

النظام يشن حملة اعتقالات بريف دير الزور