بلدي نيوز – حلب (حسن العبيد)
تعتبر بلدة الحاضر من أهم البلدات الإستراتيجية بريف حلب الجنوبي، والتي شهدت معارك طاحنة خلال أشهر عديدة بعد أن حشدت لها قوات النظام والميليشيات الشيعية عشرات الدبابات والطائرات الحربية، نظراً لأهمية موقعها في منطقة الريف الجنوبي.
وما إن تمكنت قوات النظام والميليشيات الشيعية من السيطرة على البلدة، حتى بدأت عمليات النهب والسرقة بشكل كبير، حيث تعرضت أكثر من 90 % من منازل المدنيين لعمليات "التعفيش"، حيث تركها أصحابها كما هي من دون أن يتمكنوا من إخراج شيء من ممتلكاتهم.
تقع بلدة الحاضر في وسط الريف الجنوبي، ويبلغ عدد سكانها 25 ألف نسمة، وقد تعرضت لأكبر حملة عسكرية حشدت لها الميلشيات الشيعية 10 آلاف مقاتل من المرتزقة الأفغان، بالإضاقة إلى الميليشيات الإيرانية والعراقية و"حزب الله" اللبناني واللجان الشعبية.
وبعد بدء الحملة بأربعين يوما وبعد احتلال التلال المحيطة ببلدة الحاضر، استطاعت القوات المهاجمة احتلالها ومن ثم احتلال بلدة العيس وخان طومان.
وفي شهر نيسان/إبريل من العام الجاري شن الثوار هجوما على بلدة العيس المجاورة لبلدة الحاضر واستطاعوا السيطرة عليها، وتوالت الانتصارات حيث استطاع الثوار السيطرة على خان طومان وخلصة وبرنة وزيتان. وبعد تللك الانتصارات خرج الأهالي الذين كانوا متواجدين فيها إلى أطراف البلدة، حيث ذكر أحد الشهود من الأهالي المتواجدين هناك "أن لواء الباقر الشيعي الذي بلغ عدد مقاتليه 4000 شخص يقومون بسرقة كل شيء في البيوت، حتى الأسلاك الكهربائية داخل البيوت وداخل التمديدات، ومن يعترض من الأهالي يكون مصيره إحراق منزله. ونظراً لأن أغلب أهالي بلدة الحاضر يعملون بالرزاعة، البعلية والمروية من نهر قويق فإن بعض الأهالي قام بتمديد أنابيب بلاستيكية لاستجرار المياه من نهر قويق باتجاه أراضه البعيدة من النهر، ولكن "لواء الباقر" لم يغفل عن الموضوع بعد سرقته لأثاث المنازل، فقام عناصره بسرقة الأنابيب البلاستيكية ليقوم ببيعها في قرية تل الشغيب بريف حلب الشرقي"، ويقول أحدهم مستهزئا "ينظفون كل شيء، لا يبقون لا أحمر ولا أخضر".
وفي نفس السياق تحدث أمين فرع حزب البعث في حلب إلى قائدهم "قائد لواء الباقر" لثنيه عن تلك السرقات، ولكنهم لم يكترثوا لكلامه.
كما لم يكترثوا لحزب الله اللبناني عندما حاول ثنيهم عن السرقات وتوجيههم إلى القتال، وفق الشاهد الذي تحدث لبلدي نيوز، ونوه الشاهد إلى أن "لواء الباقر" والبالغ عددهم 4000 آلاف يبدو أن اختصاصهم سرقة ريف حلب الجنوبي، وكأنهم فرقة تعفيش عسكرية!.