أصدر مؤسس "ملفات قيصر" أسامة عثمان بياناً ردّ فيه على الهجوم الذي تعرّض له من مؤيدي الحكومة الانتقالية في سوريا، عقب ظهوره الأخير على قناتي "المشهد" و"دويتشه فيله".
وقال عثمان في مستهل بيانه:
"لن أسمح لمؤيّدي منظومة الإجرام أن يصطادوا في الماء العكر. أنا ابن الثورة، أحمل وجعها وأمانة دمائها، ونقد السلطة واجب عام لا تراجع عنه".
وأكد أنه لا يقبل "شرعنة احتكار العدالة" أو تحويل ملفات الضحايا إلى "مادة للمساومات أو الدعاية"، مضيفاً: "لا تعاون مع أي محاولة لتزوير الحقيقة أو تجزئتها".
وأعرب عثمان عن امتنانه للسوريين الذين تضامنوا معه، مشيراً إلى أن أي نقد وصل إليه "محل مسؤولية"، ومؤكداً أن موقفه ليس صراعاً مع السلطة المؤقتة، بل "حق لكل سوري في توجيه النقد لمن يدّعي تمثيله".
وأوضح أنه يتحدث من موقع "الانتماء إلى ضحايا التعذيب والقصف والتهجير واللجوء"، مؤكداً أن هذه الفئات "ليست أرقاماً بل هي الهوية الأخلاقية للثورة وبوصلة أي سلطة انتقالية".
وأشار إلى أن النظام السوري لم يكن يمثل بشار الأسد وحده، بل "منظومة فاسدة يجري اليوم ترميمها بهدوء"، معتبراً أن محاولات تقويض العمل الحقوقي تهدف لدفن مطالب العدالة.
ورغم علاقاته الجيدة مع بعض العاملين في الحكومة المؤقتة، شدد عثمان على أن ذلك "لا يلغي واجب النقد"، مؤكداً أن الثورة قامت على المحاسبة لا المجاملة.
وبيّن أن الخلل في صلاحيات هيئة العدالة الانتقالية والهيئة الوطنية للمفقودين يعيق عملهما، محذراً من "تقييدهما بسقف سياسي تحت ذريعة الواقعية، وهي عبارات ورثناها من زمن الأسد".
واعتبر أن جوهر القضية حقوقي لا سياسي، وأن تقاعس السلطة المؤقتة عن حماية الأدلة وإدارة ملف المفقودين بعزل المجتمع المدني "يضعف حق الضحايا في الحقيقة والمحاسبة". كما انتقد "التعامل مع السجون وإتلاف الوثائق" واصفاً إياه بأنه "اعتداء على ذاكرة السوريين".
وقال عثمان إن بعض كبار مرتكبي الجرائم ما زالوا خارج المحاسبة "يتجولون في شوارع دمشق ويظهرون في ساحات المدن"، فيما تبقى العدالة بعيدة عن الضحايا.
وأضاف: "لا وصاية على الحقيقة ولا حصانة لمرتكبي الانتهاكات. يدنا ممدودة لمن يلتزم المعايير الحقوقية، وحازمة تجاه من يتاجر بآلام الناس".
وبين أنه يريد للسوريين الفرح، "لكن ساحات النصر يجب أن تكون خالية ممن قتلوا أبناءنا وانتهكوا السوريين"، منتقداً تعميمات الحكومة المؤقتة التي تلزم بعض السوريين بالاحتفال، وقرارات الإدارة الذاتية التي تمنع الاحتفال. وتساءل: "هل هذا هو البديل عن نظام الأسد؟".
وردّ عثمان على الاتهامات الموجهة له بالتخوين أو الانتماء السياسي أو السعي لمنصب، قائلاً إنها "نسخ مكررة من دفاتر حزب البعث".
وختم بيانه بالقول: "لنفرح جميعاً بذكرى سقوط الطاغية، ولنتمم فرحتنا بإقصاء أعوانه. طهّروا ساحات النصر من دنس المجرمين، فالاحتفال موقف محاسبة لا مهرجان هتاف. عاشت سوريا حرّة كريمة".