قال معهد أبحاث السلام في فرانكفورت (Prif) إن اختزال النقاش في ألمانيا حول عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط نظام الأسد "غير مجدٍ" مؤكداً ضرورة تقييم العودة وفق ظروف كل منطقة وأن تبقى طوعية بالكامل.
وأوضحت الباحثة ريجين شواب، في مقابلة مع موقع "هيسن شاو"، أن انتهاء الحرب شكّل تطورًا إيجابيًا انعكس على حياة السوريين عبر انخفاض التفجيرات واتساع هامش التعبير، لكنها أشارت إلى استمرار عنف منخفض الشدة في بعض مناطق الجنوب والساحل وأجزاء من الشمال الشرقي.
وأكدت شواب أن سوريا ما تزال تواجه تحديات كبيرة في الأمن والاقتصاد وإعادة الإعمار، وأن الدمار الواسع يفرض واقعًا معيشياً صعبًا يجعل العودة الواسعة "قرارًا معقدًا" لا يمكن تعميمه على كامل البلاد.
وفي ملف العدالة الانتقالية، رأت الباحثة أن البلاد تشهد بدايات إيجابية عبر فتح إجراءات قضائية مرتبطة بانتهاكات الحرب، لكنها شددت على أن محاسبة كبار المسؤولين تبقى غير واقعية قريبًا. كما تناولت وضع الأقليات، معتبرة أن ظروفها "متفاوتة"، مشيرة إلى حساسية وضع العلويين مع تقارير عن أعمال انتقام، وإلى انقسام بين الدروز، فيما يبدو وضع المسيحيين أفضل نسبيًا، بينما تفتقر المكونات الكردية لرؤية موحدة بين مطالب اللامركزية والمسار المركزي الذي تتجه إليه الحكومة.
وشددت شواب على أن النقاش الألماني يسلك مسارًا خاطئًا حين يُختصر بملف “عودة اللاجئين”، مؤكدة أن السوريين في ألمانيا أصبحوا جزءًا من المجتمع وأسهموا في الاقتصاد، وأن برلين تملك فرصة لبناء علاقة طويلة الأمد مع سوريا استنادًا إلى الروابط التي نشأت خلال سنوات اللجوء.
ورأت أن العودة يجب أن تُدرس وفق الواقع الأمني والاقتصادي في كل منطقة وأن تكون طوعية بالكامل، محذرة من أن الضغط نحوها دون تهيئة الظروف قد يفاقم الأزمات.
وختمت بأن الاستحقاق الأساسي في سوريا اليوم يتمثل في التعافي الاقتصادي وفتح حوار مجتمعي لإعادة بناء الثقة، معتبرة دعم المجتمع الدولي عاملًا حاسمًا لتهيئة بيئة آمنة للعودة المستدامة.