تستعدّ الصين لإعادة فتح سفارتها في دمشق مطلع عام 2026، في خطوة تعكس أبرز التطورات في مسار العلاقات السورية–الصينية خلال السنوات الأخيرة. وأوضح مدير الشؤون الصينية في وزارة الخارجية السورية، أشهد صليبي، أن زيارة الوفد السوري إلى بكين قبل أسابيع أسست لعودة الحضور الدبلوماسي الصيني المباشر في سوريا بعد سنوات من الإغلاق، وفتحت آفاق مرحلة جديدة بين البلدين.
وأشار صليبي في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية إلى أن الجانب الصيني تعهّد بتقديم 380 مليون يوان (نحو 53 مليون دولار) كمساعدات للشعب السوري، مضيفًا أن رجال الأعمال والطلاب السوريين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على التأشيرات، ما جعل تسريع إعادة افتتاح السفارة مطلبًا ملحًا.
وتُوّجت الفترة الماضية بمباحثات واتصالات مكثفة بين دمشق وبكين، تضمنت زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على رأس وفد دبلوماسي إلى الصين، أعادت تنشيط علاقات دمشق مع الشرق وفتحت آفاقًا جديدة مع أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي.
وأكد صليبي أن سوريا تسعى إلى بناء علاقات استراتيجية ومتوازنة مع جميع الدول، من دون الانجرار وراء أي تجاذبات دولية أو استخدام "الفيتو" في القضايا المتعلقة بها داخل مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن دعم الصين للنظام السوري اقتصر على الجانب السياسي في المنصات الدولية، فيما قدمت روسيا دعمًا سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
وتعود العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستويات محدودة بعد سقوط النظام المخلوع، إذ نقلت بكين بعثتها إلى لبنان وأغلقت سفارتها في دمشق، قبل أن تعود المباحثات الأخيرة لتفتح آفاقًا واسعة لدعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الشراكة بين دمشق وبكين، بحسب تصريحات وزير الخارجية السوري.