أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، توقيف نحو 120 مشتبهًا بتورّطهم في الاعتداءات التي شهدتها مدينة حمص. وأكدت الداخلية، يوم الاثنين، أن التحقيقات الأولية في جريمة قتل رجل وزوجته بزيدل تشير إلى أن الدافع جنائي بالكامل، ولا يحمل أي طابع طائفي، وأن الشعارات التي وُجدت في مسرح الجريمة كُتبت للتضليل وجرّ القضية نحو الفتنة.
وقال البابا، في مؤتمر صحفي من حمص، إن منفذ الجريمة حاول التغطية على فعلته بعبارات تحمل طابعًا مذهبيًا، مؤكدًا عدم وجود أي دليل يشير إلى بُعد طائفي، ومضيفًا أن كشف ملابسات الجريمة بات قريبًا. ودعا سكان حمص إلى “الوعي والحكمة”، موجّهًا الشكر لوجهاء المدينة والعشائر العربية على دورهم في منع التصعيد.
وزار قائد الأمن الداخلي في حمص العميد مرهف النعسان ذوي الضحيتين عبد الله العبود الناصر وزوجته، معلنًا أن التحقيقات تُتابَع بدقة وأن كل الإجراءات القانونية اتُّخذت لضمان محاسبة الفاعلين ومنع تكرار الحوادث. كما أكد قائد شرطة حمص العقيد بلال الأسود أن الوضع الأمني “مستقر وهادئ”، مشيرًا إلى تنفيذ عمليات توقيف مرتبطة بالتوترات الأخيرة.
وكانت السلطات قد فرضت حظر تجوال ليليًا في عدة أحياء من المدينة، وتم تمديده حتى مساء اليوم الاثنين، بعد تسجيل إطلاق نار عشوائي وأعمال تخريب، قبل أن تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها. كما علّقت مديرية التربية الدوام يومًا واحدًا حرصًا على السلامة العامة.
ومع استمرار التحقيقات، تؤكد الجهات الرسمية فشل محاولات بث الفتنة بفضل تعاون الأهالي والعشائر، فيما تواصل وحدات الأمن تمشيط المناطق المتضررة. وتُعرف حمص بتنوعها الطائفي، بينما تقول الحكومة إن حماية المكوّنات السورية أولوية، داعيةً إلى المشاركة في إعادة بناء البلاد بعد الحرب المدمرة التي شنّها النظام المخلوع بشار الأسد على السوريين طوال 14 عامًا.