بلدي نيوز
انتشرت أنباء منذ مطلع الشهر الحالي تموز/يوليو، عن دخول شركة خاصة لاستثمار "مطار دمشق الدولي"، دون الإعلان عن اسمها وتحفظ وسائل إعلام النظام عن ذكر أي تفاصيل عنها.
بدأت القصة بخبر نشرته جريدة "البعث" الموالية للنظام في الثاني من تموز الحالي، نقلا عن مصادر لم تسمها في وزارة النقل في حكومة النظام قولها، إن شركة خاصة ستستثمر في مطار دمشق الدولي، بنسبة ستتوزع بين 51 بالمئة للمؤسسة العامة للطيران، و49 بالمئة للمستثمر الشريك.
ومن خلال وسائل الإعلام لمعرفة هوية تلك الشركة، حصل موقع "الراصد" على معلومات عدة تكشف هويّة الشركة المستثمرة، إذ تدعى "إيلوما" وتأسست منذ ثمانية أشهر فقط، وأنها تعود لشخصيات عدّة أبرزهم "علي محمد ديب" (34 عاما)، و"راميا حمدان ديب" (42 عاما)، و"رزان نزار حميرة" (32 عاما)، بنسبة الثلث لكل منهم، وبزيادة واحد بالمئة لـ"راميا"، الأمر الذي يخولها إدارة الشركة.
تقول المصادر إنه في 24 تشرين الثاني 2022 أشهرت الشركة عملها برأسمال معلن قدره 100 مليون ليرة سورية، لغاية إدارة واستثمار المنشآت السياحية وخدمات المطارات، ودخول المناقصات والمزايدات مع القطاع العام، وشراء الأسهم والحصص في جميع أنواع الشركات، والمشاركة أو المساهمة في تأسيسها أو الاشتراك في إداراتها، عدا بناء المساكن وبيعها والإتجار بها.
وفي البحث عن تفاصيل حول مالكي الشركة، تقول المصادر، حسب بحث موقع "عنب بلدي"، إن "علي وراميا ديب" ينحدران من محافظة اللاذقية وهما من أقارب اللواء "ناصر ديب" أحد مؤسسي شركة (سند للحماية الأمنية) وشركات أخرى والذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية، فيما يبرز اسم راميا ورزان كشركاء في شركة انفينتي و7 شركات أخرى مع "علي نجيب إبراهيم" الواجهة الاقتصادية لـ"يسار إبراهيم"، والمسجل رسمياُ كمالك لنصف أسهم شركة الإتصالات الجديدة "وفا تيليكوم".
تشير المصادر إلى أن يسار إبراهيم يشكل واجهة تحالف القصر مع شركات إيرانية تحاول الاستحواذ على كل المفاصل الحيوية في سوريا، في حين يحوز "إبراهيم" على صفة مساعد بشار الأسد، وهو من مواليد 1982.
ونقل "موقع الراصد" عن أحد الطيارين المدنيين الذي تحفظ على ذكر اسمه، قوله، إن المفارقة في الموضوع تكمن في كون أن لا رأسمال الشركة المقدر بـ100 مليون ولا حتى المبلغ المرصود للاستثمار خلال 20 عاما والبالغ 300 مليون دولار مجتمعة كافية لشراء طائرة واحدة.
ولفت إلى أن إيرادات المؤسسة العامة للطيران كانت العام الفائت وصلت 100 مليون دولار وهي في أسوأ سنوات العمل.
في المقابل، أعاد ناشطون صورة لعقد اتفاق مبرم بين شركة "ايلوما" ووزارة النقل، والذي نشر في الرابع من كانون الثاني الماضي، والذي طرحت فيه خطتها للاستثمار، والتي تضمنت "شراء وصيانة الطائرات والمحركات وقطع التبديل والوصول بالأسطول إلى 20 طائرة، ورفع قدرة العمليات الأرضية لتخديم أكثر من 25 ألف رحلة سنويًا لجميع النواقل الوطنية والأجنبية، بالإضافة إلى رفع عدد الركاب إلى أكثر من ثلاثة ملايين راكب سنوياً".
وتضمنت الوثيقة المعاد نشرها إلى السماح لشركة إيلوما في تأهيل مركز تموين الطائرات لتقديم أكثر من عشرة آلاف وجبة يومياً، بالإضافة إلى تأهيل مركز الصيانة لتقديم خدمات الصيانة وعمليات التعمير وتأهيل مركز التدريب، وإضافة جهاز محاكاة الطيران لتدريب الطيارين السوريين والأجانب، وتعديل الرواتب والتعويضات ورفعها لجميع الفئات والمستويات الوطنية".
وتؤكد الوثيقة بين الطرفين على أن الشركة ستحصل لقاء ذلك على نسبة 20% من الإيرادات الصافية في أول عشر سنوات من الاستثمار، وسيتم رفعها لتصبح 25% من الإيرادات الصافية في السنوات العشر الثانية.
وتأسست شركة الخطوط الجوية السورية عام 1946 بطائرتين مروحيتين من طراز "سيسنامستير"، وفي عام 1975، تم تغيير اسمها إلى مؤسسة الطيران العربية السورية بموجب مرسوم جمهوري، نصت مادته الثانية على إحداث مؤسسة عامة تسمى "مؤسسة الطيران العربية السورية"، مركزها الرئيسي محافظة دمشق، وترتبط بوزير النقل، وتعتبر هذه المؤسسة في علاقاتها مع الغير بحكم الشركات، وتطبق عليها أحكام قانون التجارة.