بلدي نيوز – (نور مارتيني)
حصلت "بلدي نيوز" على نسخة من البيان الصادر عن الهيئة السياسية في مدينة منبج وريفها، وفصائل الجيش الحر المشاركة في تحرير جرابلس وريفها، والذي دعا أهالي منبج من مدنيين وعسكريين إلى دعم العملية التي يشنها الجيش الحر.
وأشار البيان إلى أن "استمرار فصائل الجيش الحر من أبناء مدينة منبج في مقاومة الجماعات الإرهابية المتطرفة وفي مقدمتها تنظيم (داعش) منذ تاريخ (5 – 1 - 2014 وحتى هذه اللحظة الراهنة) ما هو إلّا إدراك حقيقي ودقيق للخطورة البالغة والضرر الكبير الذي ألحقه تنظيم داعش ومشتقاته الإرهابية بالثورة السورية"، حيث أوضحت الجهات الموقعة على البيان أنها لطالما رحّبت بأي جهد يهدف إلى محاربة داعش واستئصاله من الأرض السورية، شريطة الانضواء تحت راية الثورة السورية وقيمها وأهدافها النبيلة، مجددة ترحيبها ودعوتها "لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي، ولكن ضمن المعايير ذاتها، والتي لن نتخلى عنها حتى يسقط نظام الاستبداد الأسدي" بحسب ما ورد في البيان.
وقد طالب البيان الأهالي بـ"قطع كل الصلات بالمشاريع الانفصالية التي تسعى إلى الهيمنة وفرض سياسة الأمر الواقع، مستغلّة الدعم العسكري من قوات التحالف الدولي"، وأشار إلى أن التحالف الدولي أمر أصحاب هذه المشاريع بالتراجع إلى شرقي نهر الفرات)، كما وصف البيان هذه المشاريع بـ"العابرة، والتي تعتاش على استغلال الفرص والاصطياد في الماء العكر"، مؤكداً أنها "لن تكون سوى مرادف حقيقي لمشروع داعش الإرهابي"، في إشارة إلى ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية.
ولفت البيان إلى أن محاربة تنظيم داعش هو "هدف مشترك بين الثوار السوريين جميعاً"، مشترطاً "التزامهم بثوابت الثورة وأهدافها المتمثلة بإسقاط نظام الأسد وتحرير السوريين من العبودية وتمكينهم باختيار شكل الدولة ونظام الحكم الذي يختارونه"، وأكدت الجهات الموقعة على البيان أنها "لن تسمح لأيّ أجندة أخرى بالالتفاف على أهداف الشعب السوري وتطلعاته."
في السياق ذاته، أشارت الجهات الموقعة على البيان أن دعواتها للأهالي "بالوقوف معاً متعالين على الجراح والخلافات مهما بلغت، إنما ينبع من إيماننا العميق بوحدة شعبنا السوري جميعه وليس في منبج وحسب، وكذلك ينبع من قناعتنا بأحقية كلّ مكوّنات مدينة منبج العرقية عرباً وكرداً وتركماناً وشركساً في المساهمة في صنع القرار والعيش المشترك ونيل الحقوق"، وأكّدت حرصها على عدم إقصاء أحد، و"اعتماد مبدأ المواطنة كأساس للعيش المشترك بين أبناء المدينة كافة"، وأنها تكرر دعوتها لجميع الأهالي في مدينة منبح، من خلال القول أن "فصائل الجيش الحر هم أبناؤكم وإخوتكم، وهم قادمون بعون الله إلى حاضنتهم الحقيقية ليجسّدوا تطلعات الجميع في تعزيز لحمة التآخي، والعمل على تكريس السلم الأهلي ومبدأ التعايش المشترك، وحفظ الحقوق، وتحقيق العدل، وتوفير الأمان للمواطنين، ولسنا دعاة نزاع وممارسات ثأرية وسلوك انتقامي كما يحاول ترويجه أعداء الثورة."
حول دواعي صدور البيان، يوضح رئيس الهيئة الإعلامية لمجلس أمناء الثورة في منبج وريفها، أن "هذا البيان يعبر عن تطلعات أبنائنا في منبج بكل طوائفهم، بما فيهم العرب والشركس والأرمن والتركمان"، لافتاً إلى أنه "إحدى أهم النقاط التي خرج بها البيان، هي الحيلولة دون وقوع أي تصادم مع أبناء المنطقة الذين عملوا تحت راية قوات قسد وثوارنا من الجيش السوري الحر الذين حرروا منطقة جرابلس".
من جهته، أشار رئيس الهيئة الإعلامية إلى أنه "وبنفس الوقت يدعم العملية العسكرية لتحرير الريف الشمالي والشرقي لمدينة حلب من كافة أشكال الإرهاب والتطرف، ومنع أي بوادر تعمل على تقسيم الأرض"، متمنياً أن "يستجيبوا لهذا البيان الذي يحقن الدماء ويختصر علينا المسافة لتحرير أكبر مساحة ممكن من بلادنا".
وحول المصير الذي ينتظر من لا يستجيب للبيان، في حال وقوعه بين يدي فصائل الجيش الحر، أكّد رئيس الهيئة الإعلامية لمجلس أمناء الثورة في منبج وريفها أن "مصير من لا يستجيب لنداء من هذا النوع كمصير القوات التي هيمنت عليه وجعلته مطية لهذه المشاريع التخريبية، والانتهاكات بحق شعبنا السوري، ووحدة الصف، وسلامة تراب الوطن".
من الناحية الميدانية، واصلت فصائل الجيش الحرّ تقدمها في نطاق عملية "درع الفرات" وأعلنت أنها تمكنت من السيطرة على قرى، نزل حسين، وقرق مغار، والعمارنة والخربة، والصريصات، وبلابان، وعين البيضة، وبئر الكوسا، والدابس، بعد اشتباكات ضد مليشيات قوات سوريا الديمقراطية بريف جرابلس الجنوبي ، وأوضحت غرفة العمليات أنه بات يفصل القوات عن مدينة منبج مسافة ١٥ كلم، مع استمرار العمليات العسكرية في المنطقة، كما سيطر مقاتلو الجيش الحر على قرية بالويران والتي تقع على بعد17كلم غرب مدينة جرابلس بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة، وذلك ضمن المرحلة الثانية مع معركة درع الفرات.