بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
اقترب الجيش الحر من مدينة منبج التي تسيطر عليها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعد أن حرر مدينة جرابلس منذ نحو أسبوع، إذ يعد وصول الجيش الحر إلى منبج فيما لو تم، قلباً لموازين القوى، ناهيك عن إفشالها للمشاريع في الشمال السوري، إضافة لفتح مساحات واسعة وفتح طرق إمداد مهمة سواء في ريف حلب الشمالي أو إلى مدينة حلب نفسها.
ويفصل الجيش الحر عن مدينة منبج نحو 12 كم، وفق مصادر ميدانية مطلعة، بعد تحرير قرى عدة جنوبي مدينة جرابلس من ميليشيات "قسد"، ومازال التقدم مستمراً وفق مراسل بلدي نيوز في المنطقة.
ولعل أهم النتائج أو الإنجازات إن صح التعبير هو إفشال مشروع "الوحدات الكردية" الانفصالي بإقامة دولة كردية على الحدود الشمالية من سوريا تمتد من أقصى شمال شرق سوريا وصولا إلى بلدة عفرين بريف حلب الشمالي، حسب إعلان "الوحدات الكردية" في وقت سابق.
فالتقدم إلى جرابلس ومن ثم منبج، يقطع الطريق على الميليشا الكردية ويمنع اتصالها إلى عفرين ومناطق سيطرتها بريف حلب الشمالي، كما يسمح للجيش الحر للتحرك وضرب تنظيم "الدولة" شمال وشرق حلب.
أهمية أخرى تكمن في السيطرة على مدينة منبج وهي الانطلاق غرباً إلى مدينة الباب، التي تبعد بدورها نحو 32 كم عن مدينة حلب، وبالتالي التوجه لمواقع قوات النظام فيها وخاصة أن المناطق سواء بين مدينة منبج والباب أو بين الأخيرة ومدينة حلب هي مساحات مكشوفة من الأراضي الزراعية ولا يوجد فيها انتشار سكاني أو مباني إلا بشكل بسيط.
على الصعيد المعنوي، لتحرير مدينة منبج أهمية كبرى بالنسبة للمدنيين قبل الجيش الحر إذا تناوب على سكان تلك المناطق تنظيم "الدولة" وميليشيات "قسد" أذاقا المدنيين الأمرين، فالأولى فرضت على المدنيين أحكاماً جائرة وضيقت عليهم والثانية عاثت فساداً في مناطقهم من خلال الخطف والاعتقال والتدمير كان آخرها إحراقها للسجلات المدنية وغيرها من المرافق الحيوية والمرافق العامة بغية طمس هوية المدينة، وذلك تمهيداً لصبغها بالصبغة الكردية وضمها لدولتهم المنشودة.