"منظمة الطوارئ السورية" تكسر الحصار عن مخيم الركبان - It's Over 9000!

"منظمة الطوارئ السورية" تكسر الحصار عن مخيم الركبان


بلدي نيوز - (مصعب الأشقر) 

تمكنت "منظمة الطوارئ السورية" من كسر الحصار الذي يعيشه أهالي مخيم الركبان، بشكل جزئي، في مطلع شهر حزيران/ يونيو الجاري، وذلك بعد سنوات عاناها ذلك المخيم، الواقع في صحراء المنطقة 55 على الحدود السورية الأردنية العراقية، من حصار النظام له.

وبحسب المدير التنفيذي لمنظمة الطوارئ السورية معاذ مصطفى والتي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها، فإن المنظمة موجودة في مخيم الركبان  منذ سنوات، وكانت تعمل على إدخال المساعدات للمخيم بشكل صعب للغاية، بالاعتماد على المهربين من مناطق سيطرة النظام  وشراء الحاجيات منهم لاسيما المستلزمات الطبية لصيدلية الأمل، حيث كان المهربون يأتون بالحاجيات ويبيعونها بسعر مرتفع، وكثيرا ماكان النظام يشدد على المهربين، مما يزيد من حاجة النازحين في المخيم.

وقال مصطفى في تصريح خاص لبلدي نيوز، "منذ سنوات طويلة ننظر بعين الأسى للنازحين بمخيم الركبان وسط الصحراء والمحاصرين هناك، وكان لنا على مدى سنوات ماضية حملات تضامن ومناشدة وتقارير لتسليط الضوء على تلك المشكلة الإنسانية، وحملات مساعدة محدودة، وأمام ذلك الواقع المرير للسكان واحتياجاتهم الإنسانية، توجهنا للخارجية الامريكية والبيت الأبيض، وأخيرا عن طريق التواصل مع  أصدقاء من وزارة الدفاع الامريكية، توصلنا لبرنامج دينتون ومن خلاله حصلنا على الصلاحية كمنظمة للدعم، وكنا بحاجة لموافقة وزارات الخارجية والدفاع الأمريكيتين ومؤسسات حكومية أخرى، مما تطلب عمل عامين للحصول على الموافقات المطلوبة إضافة للصعوبات التقنية المعقدة".

وأضاف مصطفى "بحكم وجود المخيم بجانب القاعدة الأمريكية التي تحصل على الغذاء من الأردن، كنا نتساءل لماذا لا يتم أيضا إدخال مساعدات للمخيم، إلا أن الأردن أغلقت حدودها بالكامل مع المخيم، وكذلك للعراق، بعدها علمنا أن الجيش الأمريكي يحصل على غذائه بشكل جوي، ومن هنا تابعنا على هذه السوية وكان خيارنا الاستعانة بالجيش الأمريكي الوحيد القادر على المساعدة بالموضوع، في ظل الحصار الأسدي على المخيم كل الأبواب كانت مغفلة أمامنا، ولم نجد سوى وزارة الدفاع الامريكية لإيصال المساعدات وعلى بُعد 20 كم من المخيم تصل لقاعدة التنف الامريكية، وخلال برنامج معين لدى وزارة الدفاع الامريكية، يسمى "دينتون" وصلنا إلى طريقة لاستخدام الطائرات العسكرية الامريكية لإيصال الدعم، بواسطة استخدام المكان الفارغ في الطائرة الذاهبة بشكل تلقائي للمخيم، وبشكل مجاني لنعمل على شراء المساعدات وشحنها وايصالها للمخيم إذ تمكنا من اختراق سيادة نظام بشار الأسد وحصاره، عن طريق الدعم الإنساني وسيكون على دفعات منظمة خلال الأشهر القادمة".

ولفت مصطفى إلى أن طريقة ارسال المساعدات كانت بداية بشراء المستلزمات في العراق وإرسالها  الى التحالف في قاعدة عين الأسد في العراق، ومن هناك القوات الامريكية استخدمت طائرات الشينوك وصلولا لقاعدة التنف، ومن هناك تم تسليمها لمنظمة الطوارئ السورية والمجلس المحلي، ليصار الى توزيعها للمدنيين مع حماية القوات الامريكية وجيش سوريا الحرة على أن تتواصل الدفعات مستقبلا بواسطة الطائرات العامودية.

وحول نوعية المساعدات، أوضح  مصطفى أن المساعدات كانت حبوب القمح والفواكه والخضروات التي يمكن أن تنبت في المخيم، إضافة لأنابيب التروية وتجهيزات لوجستية من أجل ري النباتات، وهذا يساعد النازحين على الزراعية وجني محاصيل هامة لغذائهم  إضافة لإرسال ألواح مدرسية، كما ستعمل المنظمة على ارسال حليب أطفال وفيتامينات وسلل غذائية وكتب دراسية من الصف الأول للتاسع، وكل ما يحتاجونه السكان القابعون هناك، حيث أن المنظمة  بمرحلة محاولة كسر الحصار، بغض النظر عن التطبيع العربي مع النظام والحصار الروسي الإيراني ونظام بشار الأسد، على أن تتوالى دفعات المساعدات خلال الفترة الزمنية القادمة وبشكل منتظم.

وشدد مصطفى على أن الصعوبات التي تواجههم كانت كبيرة وصعبة للغاية، بدءا من التنسيق بين الجهات الرسمية الامريكية وصولا إلى مراحل جمع الأموال وشراء المساعدات من العراق وتسييرها باتجاه قاعدة عين الأسد، وصولا إلى اعتراض الميليشيات الإيرانية لقافلة المساعدات ليتم بعدها التواصل مع الأمريكان والعراقيين لمتابعة العمل. 

يقول أبو محمد خضر، وهو أحد سكان مخيم الركبان في اتصال مع بلدي نيوز، إن "السكان بعد وصول المساعدات أصبحوا متفائلين بالخير في حين أن المساعدات لا تغطي حاجة المخيم، والمساعدات التي وصلت عن طريق منظمة الطوارئ السورية بذار قمح  وبذار كافة أنواع الخضراوات وخراطيم ماء وخميرة للخبز".

ويلفت إلى أن أخر دفعات مساعدات وصلت للمخيم كانت بالعام 2019 عن طريق الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وأبرز الاحتياجات اليوم للسكان هي الرز والبرغل والزيت والحمص والفول والعدس والسمنة، والتي كان يصلهم منها كميات شحيحة، من خلال المهربين وتباع بأسعار عالية ولا يستطيع الناس شراء إلا القليل منها.

في خريف العام 2022 وجه نازحون سوريون في مخيم الركبان الصحراوي، نداء استغاثة عاجلة إلى السلطات الأردنية والمجتمع الدولي، بضرورة توفير ممر آمن لهم، ينقذهم من الوضع المأساوي الذي يعيشون فيه، بسبب نقص شديد بالغذاء والماء وحليب الأطفال والدواء والمعدات الطبية، 

ووجه سكان المخيم، وعددهم نحو 8 آلاف نسمة، رسالة مناشدة؛ بسبب الحصار الذي يخضع له المخيم من قبل قوات النظام التي تمنع وصول المساعدات لهم وتحاصرهم بشكل حقيقي.

و"المنظمة السورية للطوارئ" بدأت العمل في العام 2011، وكان لها دور أساسي في إطلاق قانون قيصر، واستضافت قيصر 6 مرات في أمريكا، كما أن لها دور هام في صدور قانون الكبتاغون الأمريكي ضد نظام الأسد وحفار القبور وغيرها، وتساعد في 3 تحقيقات جنائية و 4 محاكم  مدنية في الولايات المتحدة، وعدد من المحاكم في أوروبا، وذات دور هام في قانون مناهضة التطبيع مع النظام.

وتعمل المنظمة في المجال الإنساني إذ كان لديها روضة في إدلب باسم دار الحكمة، تم استهدافها بالقصف ليتم نقلها الى ريف حلب، ومركز النساء إشراقة الغد في ادلب وصيدلية الأمل في مخيم الركبان قبل سنوات من كسر الحصار، ودار الشفاء بغازي عينتاب للجرحى والمرضى السوريين.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا