بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
دأبت إيران منذ تدخلها لإنقاذ نظام الأسد من السقوط بفعل الثورة السورية على تسخير ميليشياتها ومرتزقتها لمحاصرة المدن السورية الثائرة، بهدف تغيير ديموغرافيتها بإفراغها من سكانها الأصليين، وعلى وجه الخصوص ريف العاصمة دمشق، والتي كانت مدينة داريا العائق الأكبر في وجه المشروع الإيراني الأخطر في المنطقة.
فداريا كانت العائق الأكبر بوجه المشروع الإيراني لتطويق دمشق بشكل شبه كامل، وذلك لما تمتاز به المدينة من موقع استراتيجي محاذي للمدينة من الغرب، واطلالها المباشر على العاصمة، وقطعها للطوق (الشيعي) الذي تسعى إيران ونظام الأسد لإقامته.
هذا المشروع الذي كشفت عنه مؤسسات إعلامية ثورية منها "الهيئة العامة للثورة السورية"، منذ سنتين عن المشروع الإيراني والمسمى بـ "الحزام الأخضر"، والذي تهدف إيران لتطويق دمشق به، ليس لحماية عرش الأسد فقط، بل لفرض نفسها في سوريا، على شاكلة تحكمها ببيروت وبغداد، وذلك من خلال ميليشياتها ومرتزقتها من "حزب الله" و"الحشد الشيعي".
إخلاء داريا، سيتلوه إسكان مرتزقتها مكان سكان المدينة، ما يعني بدء تكامل الحزام الإيراني من منطقة السيدة زينب جنوباً ووصله بداريا غرباً، ومناطق سيطرة "حزب الله" في مضايا وغيرها من مناطق الريف الغربي لدمشق، الأمر الذي يؤكده مسؤولو نظام الأسد، معلنين النية الإيرانية لاستكمال المشروع غرباً، ومنهم "خالد عبود" أحد ابواق نظام الأسد وعضو مجلس شعبه، من خلال لقاء اجرته معه "دمشق الآن" من داخل مدينة داريا، اليوم السبت، والذي كشف أن المنطقة المشابهة لداريا وفقاً لأولويات نظامه، هي منطقة "خان الشيح"، وقد تكون التالية بعد داريا!.
"أبو المجد المعضماني"، وهو أحد الناشطين الإعلاميين في ريف دمشق الغربي، قال: "إن التواطؤ في تسليم داريا جاء برعاية أممية ودولية، تنفيذاً للمشروع الإيراني المعلن لتطويق دمشق، وليس فقط بسبب تواطؤ بعض الفصائل العسكرية المعارضة هنا وهناك".
ويضيف المعضماني خلال حديثه لبلدي نيوز: "المناطق المحاصرة ستفرغ تباعاً سواء باتفاقات أو بالحملات العسكرية، تحت نظر الأمم المتحدة، وتخاذل الفصائل المسلحة التابعة لغرف عملياتها واجنداتها"، ويضيف المعضماني : "من يظن أن صمته سيجعله بمنأى عن القادم مخطئ وليحضر نفسه للمستقبل القريب، فالقوة التي كانت تحاصر داريا ستتفرغ لحصار المنطقة الثانية بعدها لإفراغها من أهلها".
وأشار المعضماني إلى أن مناطق الريف الغربي هي المحطة التالية بعد داريا، وذلك لكونها مناطق محدودة السكان وقوة الثوار فيها محدودة، و"قد فقدت حصونها بفقدان داريا"، على حد وصفه.
إعادة إعمار
يسعى نظام الأسد لتسليم العاصمة السورية للميليشيات الإيرانية تحت مسميات عدة منها "إعادة الإعمار"، والتي كان أخرها تدشين المشروع 66، والهادف لتهجير سكان منطقة بساتين الرازي المتاخمة لداريا من الشرق والمحيطة بسفارة إيران من الجنوب.
جدير بالذكر أن إيران ومن خلال ميليشياتها ومرتزقتها نفذت مثل هذا المشروع في عاصمتين عربيتين (الضاحية الجنوبية في بيروت)، و(الحزام الأخضر حول بغداد)، واستطاعت بذلك التحكم بمقدرات البلدين وقرارتهما السياسية والاقتصادية.