بحث

تدمر تستغيث: كارثة صحية وبيئية وشيكة بسبب انهيار شبكة الصرف الصحي وغياب الدعم

بلدي

 

تواجه مدينة تدمر شرقي حمص أزمة متفاقمة في شبكة الصرف الصحي، تنذر بكارثة صحية وبيئية وشيكة، نتيجة الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية خلال سنوات الحرب، وخصوصاً بسبب القصف والتخريب الممنهج الذي تعرضت له المدينة، ما أدى إلى خروج أجزاء كبيرة من الشبكة عن الخدمة.

وبحسب ما أفادت به "زمان الوصل"، فإن الشبكة تعاني من تهدم واسع في الأنابيب، وسرقة أغطية الجور، وانسداد المجاري بمخلفات بناء وأدوات منزلية، قالت المصادر إنها نتيجة عمليات "تعفيش" نفذها النظام، ما يزيد من حجم الأضرار ويحول دون استخدامها مجدداً.

وأكدت المصادر أن الوضع الحالي يهدد بتسرب المياه الملوثة إلى أسفل المنازل، مما قد يؤدي إلى انهيارات أرضية وزيادة معدلات التلوث.

وفي ظل غياب كامل للدعم الحكومي والدولي، أطلقت "لجنة تدمر المدنية" حملة صيانة محدودة، بدعم من الأهالي والمغتربين، بهدف معالجة بعض الأضرار.

وتشمل الحملة فتح المجاري المسدودة، استبدال الأنابيب المتضررة، وتنفيذ ساقية على الطريق الزراعي لتصريف المياه بعيداً عن المناطق السكنية.

وأوضح زاهر السليم، عضو اللجنة، أن كشفاً فنياً أُجري في مارس الماضي كشف عن مشاكل هيكلية خطيرة في الشبكة، ناجمة عن الغارات الجوية السابقة والتخريب المتعمد، لا سيما في الشوارع الفرعية.

وأضاف أن المبادرات، رغم محدوديتها، كشفت عن تصدعات تهدد البنية السكنية، مشيراً إلى تجربة أداة تنظيف بدائية محلية الصنع تعتمد على مضخة ضغط عالي كإجراء إسعافي مؤقت.

ومن جانبه، حذّر الدكتور محمد طه، مدير "البيت التدمري"، من أن استمرار تدهور شبكة الصرف الصحي ينذر بكارثة إنسانية وصحية.

ووصف الوضع بـ"المأساوي"، لافتاً إلى أن المياه الملوثة بدأت بالتسرب إلى أسفل الأبنية المتضررة، مما يهدد باستمرار الانهيارات الأرضية.

وشدد على أن إعادة تأهيل الشبكة تتطلب موارد كبيرة تتجاوز قدرات المجتمع المحلي، مطالباً بتدخل عاجل من الجهات الرسمية والمنظمات الدولية المعنية بالبنى التحتية.

مدينة منكوبة من تحت الأرض إلى سطحها

وتعود جذور أزمة الصرف الصحي في تدمر إلى الأعوام 2014–2015، عندما تحولت المدينة إلى ساحة صراع بين تنظيم الدولة والنظام، ما أسفر عن تهجير جماعي وقصف متكرر دمّر معظم البنى التحتية، بما في ذلك قنوات التصريف التي تعتبر شريان الحياة في المدينة.

ورغم ما تمثله تدمر من رمزية تاريخية وثقل حضاري، إلا أن المدينة لا تزال تفتقر لمشاريع إعادة إعمار حقيقية، بينما تعتمد جهود الصيانة على مبادرات فردية وأدوات بدائية، في وقت يعيش فيه السكان تحت وطأة المخاطر الصحية ومخلفات الحرب المستمرة.

مقالات متعلقة