بحث

من اللاذقية.. مناشدات عائلية للبحث عن سيدتين اختفتا في ظروف مقلقة

بلدي 

ناشدت ماهد سلوم، وتقول إنها شقيقة السيدة مي سليم سلوم، الجهات المعنية التدخل العاجل للتحقيق في اختطاف شقيقتها، في مدينة اللاذقية بتاريخ 21 حزيران/ يونيو 2025.

وأكدت ماهد في منشور على فيسبوك أن مي، البالغة من العمر 30 عاماً، والأم لثلاثة أطفال، اختطفت في ظروف غامضة أثناء عودتها من الجامعة بعد استلام راتبها، مشيرة إلى أن العائلة لم تتلق أي اتصال منها منذ اختفائها، مما يثير مخاوف عميقة بشأن سلامتها.

وبعد يوم من اختفاء مي، انتشر فيديو مؤلم لأطفالها الثلاثة يناشدون إعادة والدتهم، مما زاد من القلق حول مصيرها.

 وبعد أيام، ظهر فيديو للسيدة مي، بدت فيه مضطربة وترتدي الحجاب، وادعت أنها انتقلت إلى حلب بمحض إرادتها للعيش مع صديقة، مشيرة إلى أنها تواصلت مع أهلها وأخبرتهم بذلك.

وتنفي عائلتها هذه الرواية، مؤكدة أن مي لم تتواصل معهم وأنها لم تكن تعاني من أي خلافات عائلية تدفعها لترك أطفالها، مشددة على أن الفيديو سُجل تحت الإكراه والتهديد.

وفي حادثة أخرى مشابهة، تحدثت صفحات وحسابات في “فيسبوك” عن اختفاء السيدة فاتن قيس الهيبة، مواليد 1983، وهي متزوجة وأم لأطفال وتقيم في كسب باللاذقية.

وقالت الصفحات إن السيدة اختفت في ظروف غامضة يوم الأربعاء 25 حزيران/ يونيو، حيث كانت فاتن قد توجهت من كسب إلى منطقة الرميلة في جبلة لتعزية أهلها بمناسبة الأربعين لوفاة والدها.

وغادرت السيدة منزلها حوالي الساعة العاشرة صباحاً برفقة تاكسي متجهة إلى كراج جبلة القديم لشراء دواء وبعض الأغراض الضرورية، ومنذ تلك اللحظة، انقطع الاتصال بها بشكل كامل، دون أي أثر أو خبر عن مصيرها.

وأكدت عائلتها أنها لا تعاني من أي خلافات عائلية مع زوجها أو أهلها، ولا تملك علاقات أو صداقات خارج محافظة اللاذقية، نافية أي احتمال لتركها المنزل بمحض إرادتها أو انتقالها للعيش مع صديقة، وأشارت إلى أن فاتن كانت في حالة حزن خلال زيارتها للعزاء، مما يجعل اختفاءها المفاجئ أكثر إثارة للقلق.

وناشدت العائلة الجهات المعنية التدخل العاجل للتحقيق في الحادثة والكشف عن مصير فاتن، مطالبة بتكثيف الجهود لضمان سلامتها وعودتها إلى أطفالها وأهلها، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد حالات الاختطاف في المنطقة، بحسب ما نقلت الصفحات الإخبارية المحلية في “فيسبوك”.

وأفادت وكالة "رويترز" في تقرير موسع نشرته مؤخراً، أن ما لا يقل عن 33 امرأة وفتاة من الطائفة العلوية اختفين أو تعرضن للاختطاف في سوريا منذ بداية 2025، وسط الفوضى الأمنية التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد.

وأشارت إلى أن العديد من العائلات تلقت تهديدات بالقتل أو "البيع كعبيد" إذا لم تدفع فديات مالية تتراوح بين ألف و100 ألف دولار، حيث وردت رسائل من أرقام عراقية أو سورية تحتوي على تسجيلات تؤكد نقل بعض المختطفات خارج البلاد.

وذكر التقرير أن معظم عمليات الاختطاف وقعت في مناطق ذات غالبية علوية مثل اللاذقية وطرطوس وحماة، وشملت فتيات قاصرات ونساء في العشرينات والثلاثينات.

وأكدت عائلات أن الشرطة لم تتعامل بجدية مع بلاغاتها، بينما أفادت مصادر حقوقية أن بعض المختطفات ظهرن في تسجيلات تظهر تعرضهن لسوء معاملة أو تهديدات، وأن تحويلات الفدية تُجرى غالباً عبر مدن تركية مثل إزمير.

وأكدت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا أنها بدأت التحقيق في هذه الحالات، التي تزامنت مع حملة عنف استهدفت العلويين في الساحل السوري منذ آذار/ مارس 2025، وأودت بحياة المئات.

وأثارت هذه الحوادث مخاوف من تكرار سيناريوهات مشابهة لما تعرضت له الأيزيديات على يد تنظيم “داعش” في العراق، وسط اتهامات لمسلحين مقربين من الحكومة بالتورط في الاستهداف الطائفي.

مقالات متعلقة