بلدي نيوز
نشر مؤسس ميليشيات "فاغنز" الروسية "يفغيني بريغوجين" معلومات تكشف لأول مرة، عن المذبحة التي ارتكبتها القوات الأميركية بحق عناصره في منطقة "خشام" بدير الزور عام ٢٠١٨ والتي سماها بمجزرة "فبراير الأحمر".
ونشرت "الخدمة الصحفية لشركة كونكورد" المملوكة لبريغيوجين تفاصيل المجزرة. وأوضح أن ميليشيات "فاغنز" تمكنت في أيلول سبتمبر عام ٢٠١٧ من خلق موطئ قدم لمزيد من التقدم في الجزء الشرقي من سوريا، حيث حقول النفط والتي كانت المصدر الرئيسي للوقود والكهرباء في سوريا، حيث كانت بمنزلة الدعم المالي الرئيسي لتنظيم "داعش".
وأشار إلى أن المهمة الرئيسية للميليشيات وقتها كانت قطع الطريق من معمل "كونيكو" للغاز إلى العراق، ومنع تقدم قوات "قسد" إلى الجنوب السوري.
وبين أنه نوقشت الخطة مع رئيس هيئة الأركان العامة الروسية في ٢ فبراير عام ٢٠١٨، حيث تم التخطيط لعملية السيطرة على جنوب شرق سوريا في ليلة ٧ - ٨ فبراير، وذلك للوصول إلى معمل "كونيكو" حتى الحدود العراقية.
ونوه أنه ناقش تفاصيل العملية في حميميم، وتلقى الوعود بإسناد جوي بطائرات سوخوي ٣٥ لمنع الأمريكيين من مواجهتهم من الجو، وأن جميع أنظمة الدفاع الجوي ستعمل ومنها S-300، كما تم الاتفاق أنه سيتم تحذيرهم في حالة وجود أي قوة قاهرة.
وأشار إلى أن عصر يوم ٧ فبراير، بدأت الميليشيات بالوصول إلى خطوط الإمداد، وفي الساعة ١٢ منتصف الليل صدرت الأوامر باقتحام مواقع تنظيم "داعش"، ولكن فجأة بدأ الهجوم الأمريكي من الجو، حيث أطلقوا العنان للقوة الكاملة لطائراتهم من طراز F-16 و AC-130 وأباتشي والطائرات بدون طيار والمدفعية، كما شارك في الهجوم القاذفات الاستراتيجية B-52.
وذكر أن الطائرات الأمريكية بدأت بالقصف بشكل مكثف وحرص من أجل التدمير الكامل، ما تسبب بمقتل عدد كبير من العناصر.
وبحسب المتحدث، فقد اتضح أن ما سبق الهجوم الأميركي وفي الساعة السادسة مساء، استلم الجيش الروسي الأوامر بعدم تحرك أي طائرة روسية في سوريا وإيقاف تشغيل جميع أنظمة الدفاع الجوي، وكان من بين الأوامر ألا يتم إبلاغ قوات فاغنر بهذه الإجراءات بأي شكل من الأشكال.
كما اتضح في ذلك اليوم أن الأميركيين كانوا يسألون الجيش الروسي مرارًا وتكرارًا عما إذا كانت الوحدات الروسية تتجه نحو "كونيكو"، مشيرا إلى أن الجيش الروسي لم يحذر أحداً من مقاتلي فاغنر من أن الأميركيين كانوا يشاهدونهم من الجو.
ونوه إلى أنه في الساعة السادسة مساء غادر معظم ممثلي القيادة العسكرية مكاتبهم، أو ذهبوا في إجازة، أو حتى بشكل أدق هربوا، وعندما بدؤوا في البحث عنهم بعد بدء القصف، اتضح أن بعضهم أغلق على نفسه في مقطورات، فيما غير البعض الآخر مكان قضاء الليل تمامًا حتى لا يمكن الوصول إليهم.
وبحسب "بريغوجين"، وبناء على الوثائق، فإن الأميركيين رأوا في البداية أن الوحدات الروسية متمركزة هناك. ومن الساعة 18:00 إلى 23:45 كانت هناك مفاوضات بين القيادة العسكرية الأميركية والروسية بأنه إذا كانت هناك وحدات من الاتحاد الروسي، فمن الضروري إيقافها بشكل عاجل.
وأضاف، أن القوات الأميركية حذرت بأنه سيتم توجيه ضربة قاتلة وسيتم تدمير الوحدات، لكن قيادة وزارة الدفاع الروسية تجاهلت ضرورة تحذريهم من ذلك، وبررت ذلك بأن أنظمة الدفاع الجوي كانت جميعها معطلة، بحسب ما ترجم موقع "تلفزيون سوريا".