بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
توجه السوريون في مناطق سيطرة النظام، إلى استهلاك "الفطر" كبديل عن "اللحوم"، التي عجزوا عن إدخالها إلى موائدهم.
وقالت صحيفة "تشرين" الرسمية الموالية، في تقرير لها، نقلا عن إحدى السيدات "إذا كنت قادرا على الحصول على الفطر فأنت في نعمة كبيرة.. كما لو أنك تأكل سمكا أو دجاجا أو لحما".
ويوصف الفطر اليوم في مناطق النظام بأنه "لحم الفقراء"، فهو أرخص ويعطي القيمة الغذائية نفسها للأطفال.
وأقرّ ذات التقرير الرسمي بأن اللحم باتت ترفا لا تقوى عائلات كثيرة على تحمل تكلفته، خصوصا بعدما تجاوز ثمن الكيلوغرام الواحد 80 ألف ليرة، ما أدى إلى الاستغناء عنه أو استبداله ببديل اللحم” الصويا” أو بـ "الفطر"، الذي ينتج محليا وبكميات كبيرة.
اللافت أن حكومة النظام، من خلال تصريحات رسمية وأخرى صدرت عن الخبير الزراعي الموالي، المهندس حسين أورفلي، تتجه إلى المزيد من زراعة الفطر، كبديل عن اللحم، ما يكشف عجزها مستقبلا عن توفير المادة لموائد السوريين، وفق خبراء.
وانتشرت زراعة الفطر في جميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام، ضمن الأماكن المهجورة والأقبية المعتمة، حيث وصل العدد الإجمالي للمستفيدين من زراعة الفطر الآن إلى حوالي 500 عائلة، بحسب الأورفلي الذي اعتبرها زراعة واعدة وذات جدوى اقتصادية جيدة للأسرة، ويمكن تطويرها والتوسع بها.
وكشف أورفلي أنه سيتم خلال المرحلة المقبلة العمل على ما يسمى المجففات المنزلية وهي تساعد في تجفيف الفطر، ليصبح صالحا للاستخدام والتخزين في المعامل المختصة بتصنيع الأطعمة الغذائية ومنها الحساء، وبذلك يمكن تصديره إلى العديد من الدول.
وأضاف "بذلك نعمل على تحويل الأسرة السورية من أسرة مستهلكة للمعونات الغذائية إلى أسرة منتجة للسلة الغذائية، وقادرة على المنافسة عالميا بالإنتاج الممكن الوصول إليه من الفطر، فإن تمكنّا من استهداف عدد كبير من الأسر سورية لتعمل بإنتاج الفطر سنصل إلى إنتاج 15 طنا من الفطر لكل أسرة سنويا".
ويرى مراقبون أن حكومة النظام "تعدهم وتمنيهم" لتغطية عجزها عن القيام بواجبتها واستحقاقاتها أمام الشارع الذي يتوجب عليها خدمته، وينظر إلى الكلام السابق كأحد مؤشرات العجز، بدلالة أن المشروع المزعوم لا يزال فقط ضمن عدد محدود لا يزيد عن 500 عائلة.
