بلدي نيوز - حلب (أحمد عبد الحق)
نشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الخميس، صوراً تظهر مقاتلين من الجيش الحر الذين دخلوا مدينة جرابلس محررين بالأمس، وقد افترشوا الأرصفة والطرقات، دون دخولهم لأي من منازل المدنيين في المدينة بعد تحرير المدينة.
ولاقت هذه الصور انتشاراً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أظهرت الجانب الحقيقي للثوار، الذين حافظوا على أملاك وحقوق المدنيين، على عكس الصور التي نشرتها وكالات إعلامية بعد سيطرة ميليشيا "قسد" إلى مدن منبج وتل أبيض وعين عيسى ومناطق عديدة، والتي اقتصرت على محاولة شرعنة استيلاء هذه الميليشيات علی المناطق العربية، وشرب السجائر تعبيراً عن التمرد على قوانين التنظيم التي فرضها على الأهالي، في حركة مقصودة ومبينة على هدف واضح أرادت ميليشيا "قسد" ومن خلفها الوكالات الإعلامية الغربية إظهاره للعالم.
وما هي إلا أيام قليلة بعد سيطرة "قسد" على مدينة منبج حتى بدأت تخرج الصور التي حاول الجميع إخفائها، وهي صور التعفيش والسرقة، واستباحة المدينة والسلب والنهب المنظمين، والمهجرين المدنيين الهائمين في القفار، الذين ترفض ميليشيا قسد عودتهم إلى المدينة تحت عدة حجج ليس أخرها كونهم عرباً مرتبطين جينياً "بالإرهاب ".
شملت عمليات السلب والنهب كذلك الإساءة للمقدسات الدينية والشعارات الدينية فلم تسلم المساجد من السرقة والاستهزاء، وساهم في إظهار وضاعة الجناة صور توسل النساء العربيات لعناصر من ميليشيا "قسد"، للسماح لهن بالعودة لبيوتهم التي هجروا منها دون جدوى.
هذه المفارقة العجيبة بين صور مقاتلي الجيش الحر، وفي الطرف المقابل عناصر ميليشيا قسد تعطي دلالات كبيرة، حسب قيادي بارز في الجيش الحر صرح لبلدي نيوز أن: "الجيش الحر هو ابن الشعب، وهو الذي حمل السلاح للدفاع عنه ومحاربة كل من يستبده ويظلمه" في إشارة لقوات النظام وميليشيا قسد إضافة لتنظيم "الدولة".
وأضاف أن أبناء الجيش الحر الذين دخلوا لمدينة جرابلس بالأمس يضمون مكونات عربية وتركمانية وكردية، لم تكن هناك أي تعليمات من القيادة بما يخص منازل المدنيين، إلا أن شهامتهم ونخوتهم منعتهم، ولأنهم أبناء هذا البلد رفضوا أن يقتحموا منازل المدنيين التي خلت من سكانها، وفضلوا أن يفترشوا الطرقات والأرصفة على أن يدخلوا منزلاً بغياب أصحابه، وما حدث في منبج هو تكرار للمئات من الحالات التي لم تحصل على فرصة التوثيق، لأنها تصرفات طبيعية من أشخاص مستعدين بالتضحية بكل شيء من أجل حماية المدنيين.
وأشار إلى أن الصور التي خرجت عبر وسائل الإعلام كانت عفوية ولم يقصد من ورائها تزييف الحقائق أو إعطاء الجيش الحر صورة مغايرة لما هو عليه، ملمحاً للصور التي تعاونت وكالات عالمية غربية على ترويجها من منبج لنساء لا يعرف من هن حقيقة، وهن يشعلن السجائر، في محاولة لإظهار ميليشيا قسد بمظهر المحرر، الذي جلب "السجائر والحرية" للمدينة.