دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نول بارو إلى تعزيز التنسيق الثنائي مع الولايات المتحدة خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو. التركيز كان على ضرورة العمل المشترك لضمان استقرار سوريا، والحد من النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، في وقت تشهد فيه الخارطة السياسية في سوريا تحوّلات كبيرة بعد سقوط نظام الأسد.
يأتي هذا الاتصال في ظل تطورات متسارعة، أبرزها رفع المبعوث الأمريكي العلم الأميركي رسميًا في دمشق، وهو ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في الموقف الأمريكي تجاه الإدارة الجديدة برئاسة أحمد الشرع . الخطوة الأمريكية أثارت قلقًا لدى بعض الدول الإقليمية، بما فيها مصر، التي تتخوف من إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية وتهميش دورها في الملف السوري.
التركيز الفرنسي – الأمريكي المشترك على احتواء النفوذ الإيراني ومواجهة أي تقدم في برنامجها النووي يُعدّ رد فعل طبيعي أمام تصاعد الدور الإيراني في سوريا ولبنان، خاصة مع تحسن العلاقات بين طهران والإدارة الجديدة في دمشق. كما أن الحديث عن تعزيز الجهود الدبلوماسية المشتركة يُظهر رغبة البلدين في استعادة زمام المبادرة في صياغة الحل السياسي في سوريا، بعيدًا عن المحور الجديد الذي تشكل مؤخرًا بين دول الخليج وتركيا وسوريا.
أما فيما يتعلق بالشرق الأوسط الأوسع، فقد أكد الجانبان دعمهما للجهود الإسرائيلية ضد حماس، مع تسجيل فرنسا موقفًا داعمًا للدبلوماسية الأميركية في وقف إطلاق النار الأخير في غزة، مما يعكس تقاربًا في الرؤى تجاه القضية الفلسطينية وتحديات الأمن الإقليمي .
وبخصوص أوكرانيا، شدد الوزيران على أهمية التوصل إلى سلام عادل عبر الحوار المباشر بين روسيا وأوكرانيا ، في تأكيد على استمرار التنسيق الغربي الموحّد في الملف، رغم التغيرات على المستوى الإداري في واشنطن.
الخلاصة:
بينما تعيد القوى الغربية حساباتها في سوريا، فإن التحرك الفرنسي - الأمريكي يُعد محاولة لاستعادة الزخم السياسي في ملف يشهد تغييرات جيوسياسية دراماتيكية. ومع تصاعد المنافسة الإقليمية، قد يصبح التنسيق الغربي أحد أدوات الضغط الرئيسية على التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط.