بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أدى الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، إلى عودة الناس عصورا زمنية إلى الوراء في مناطق النظام، حيث ازداد اﻹقبال على شراء الجرات الفخارية، لحفظ برودة الماء.
واعتبر مواطنون أن جرات الفخار أفضل من البراد، الذي لا يبرّد بسبب التقنين الكهربائي الطويل، الذي يذهب بالكهرباء خمس ساعات ونصف الساعة، مقابل نصف ساعة تغذية فقط.
ويقوم صنّاع الفخار بإدخال بعض التعديلات من خلال إضافة صنبور للجرات، الخاصة بحفظ الماء لتسهل على الناس الاستخدام.
بالمقابل، أدى اﻹقبال على شراء الجرات والأواني الفخارية إلى ارتفاع أسعارها، ويعزا السبب بحسب تقرير لصحيفة "تشرين" الرسمية، إلى ارتفاع سعر المواد الأولية والتكاليف الباهظة للإنتاج.
وتتراوح أسعار الجرات واﻷواني الفخارية ما بين ١٥ – ٧٥ ألف ل.س، علما أنه يوجد العديد من الأصناف من "مقالي للطهو وكوؤس تحفظ البرودة".
اللافت أنه ومع انتشار بيع الأواني الفخارية في بعض محال اللاذقية، على الساحل السوري، نتيجة غياب الكهرباء، وبالتزامن مع ارتفاع تكاليف اﻹنتاج، عاد اﻹقبال على الشراء ليتراجع، وفق ما تؤكده صحيفة "تشرين"في تقريره.
وتشتهر اللاذقية، بصناعة الفخار منذ فجر التاريخ، وتحديدا في منطقة رأس شمرا حيث برع الفينيقيون بصناعته، معتمدين على الفخار في تصنيع أواني الطبخ وحفظ الماء والزينة، وتطورت هذه الحرفة مع تطور السنوات، وأدخل عليها الكثير من التحسينات.
يذكر أن هناك صعوبات عدة تعترض حرفة الفخار، وأهمها ظهور الصناعات الحديثة التي أوجدت البدائل عن استخدام الأواني الفخارية من( الزجاج، اللدائن)، بالإضافة لعزوف الكثير عن العمل بسبب صعوبة تأمين المواد الأولية، وارتفاع أسعارها لارتفاع أجور النقل، وصعوبة تسويق المنتج لعدم وجود أسواق تصريف له، واعتمادهم في الإنتاج على أساليب بدائية وبسيطة وتقليدية، وفقا لتصريحات رئيس اتحاد حرفيي اللاذقية التابع للنظام، جهاد برو.
يشار إلى أن عدد الحرفيين الذيين يعملون في صناعة الفخار، لا يتجاوز الـ 10 حرفيين على مستوى محافظة اللاذقية.
ويذكر أن الشارع في مناطق النظام، أجبر على اللجوء إلى وسائل بدائية ﻹكمال معيشته ومتابعة يومه، بسبب غياب الكهرباء والمحروقات، وسبق أن انتشرت "الحمير" التي تجر العربات في الطرقات كوسيلة نقل بديلا عن السيارة، بسبب فقدان المازوت والبنزين، وتحول الأمر إلى حالة سخرية وتندر من نشطاء.