القبضات اللاسلكية تنقذ حياة المدنيين في المناطق المحررة

بلدي نيوز – حماة (أحمد العلي)
تحولت القبضات اللاسلكية في المناطق المحررة إلى وسيلة الاتصالات المباشرة الأولى، بعد قطع النظام لشبكات الاتصالات المختلفة في عموم المناطق التي خرجت عن سلطته، حيث عوضت بشكل مقبول عن شبكات الهاتف المحمول والأرضي، وأصبحت وسيلة تواصل سريع على الصعيد المدني والعسكري، فهي لا تخضع للنظام، والبنية التحتية اللازمة لها متوفرة وسهلة التأمين، ووجود طيف واسع من الأجهزة التي يمكن الحصول عليها.
تستخدم القبضات بالنسبة للثوار للتواصل أثناء المعارك، أما بالنسبة للمدنيين فهم يستخدمونها، ويعتمدون عليها بشكل كبير بعدة طرق، بداية بالتنبيه من الغارات الجوية، وصولا للتواصل وتلبية احتياجاتهم اليومية وحتى أعمالهم.
فلا يكاد يخلو أي منزل في المدن المحررة من قبضة تستخدم للتواصل والاستماع لتعميمات المراصد، في حال حدوث غارات للنزول إلى الأقبية والملاجئ للاحتماء من غارات الطيران، حيث يروي الكثير من المدنيين قصصاً تتعلق بنجاتهم من القصف بسبب القبضات .
فعدا عن انقاذهم بشكل مباشر من الطيران والغارات بالاحتماء أو الخروج من المناطق التي قد تقصف، يستخدم المدنيون القبضات لإرشاد فرق الدفاع المدني إلى المناطق المقصوفة، ومواقع سقوط القذائف والبراميل، والتي يعني وصولها في الوقت المناسب الفرق بين الموت والحياة، للمدنيين المحاصرين داخل الأبنية المدمرة.
المراصد
أحد أشهر المراصد في ريف حماه، هو "المرصد 80 "، وهو مرصد متعدد المهام، وينشط على الصعيدين العسكري والمدني، ويديره "أبو صطيف خطابي"، يقول لبلدي نيوز "الوظيفة الأهم للمرصد هي التعميم، وتنبيه المدنيين عن إقلاع طائرات حربية أو مروحية، وأيضاً في حال القصف من حواجز النظام على المناطق السكنية، فنقوم بالتعميم والتنبيه، والطلب من الأهالي أخذ الحيطة والنزول إلى الأقبية والملاجئ كما نوجه الدفاع المدني لأماكن القصف لمساعدة المدنيين وإزالة الأنقاض".
وتابع عن آلية العمل في هذه المراصد بقوله "نقوم بتجهيز العديد من الترددات للتواصل ونعممها على المدنيين، ونبدل الترددات في حال اخترقها النظام وبدأ باستخدامها، ونستخدم بعض الأجهزة لرصد المحادثات الراديوية بين الطيارين والأبراج في المطارات، والتي تفيدنا في تحديد الكثير من المعلومات عن إقلاع الطائرات، والأهداف التي تتجه نحوها، ما يعني إمكانية تنبيه المدنيين وحماية أرواحهم ما يمكن، وهذه الطريقة الوحيدة المتوفرة لحماية المدنيين في ضل غياب أي وسيلة أخرى ممكنة".