ثلاثة أشهر من الزلزال.. إلى أين وصلت جهود الأمم المتحدة لمساعدة السوريين شمال غرب البلاد؟ - It's Over 9000!

ثلاثة أشهر من الزلزال.. إلى أين وصلت جهود الأمم المتحدة لمساعدة السوريين شمال غرب البلاد؟


بلدي نيوز - (مصعب الياسين)

يمضي أبو ممدوح يوميا، ساعات طوال واقفا أمام منزله المتصدع من الزلزال في مدينة سلقين، ليعود عند المساء إلى الخيمة في مركز الإيواء، المشيد منذ العاشر من شهر شباط/ فبراير 2023، تلك الخيمة التي تعب من السكن بها، إذ لم تساعده أي من المنظمات والجهات الدولية أو الإقليمية، على ترميم منزله الذي يحتاج إلى حوالي 1800دولار أمريكي.


بعد ثلاثة أشهر من وقوع الزلزال، لا زال أبو ممدوح يعيش على الأمل في العودة لمنزله، والفرار من حياة الخيم ومراكز الإيواء التي تفتقر لأدنى متطلبات الحياة والمعيشة، حيث الحمامات المشتركة، وخزانات المياه الجماعية وغياب الخصوصية للعائلات، وانتشار الأمراض وغياب الاهتمام الصحيح من المنظمات، بشأن المتضررين من الزلزال. 

يقول أبو ممدوح لـ"بلدي نيوز": "بعد وقوع الزلزال وخروجنا من المنزل، ضاقت بعائلتي الأرض بما رحبت، فلم أجد ملجأ سوى مركز الإيواء الذي شُيد على عجل، ولم أحصل وعائلتي المؤلفة من ثمانية أشخاص، سوى على خيمة واحدة فيها الحمام والمطبخ، والنوم والطعام، حيث كان ذلك الوضع مقبولا على مضض، أما اليوم ومع قدوم الصيف تحولت الخيمة لفرن حراري في ساعات النهار، إضافة لتفشي روائح مجاري المياه وانتشار الحشرات، دون وجود أي ملامح لمستقبل يتيح لنا العودة لمنزلنا، الذي لازلت أنتظر مساعدة لترميمه، في ظل عجزي عن تأمين المبلغ اللازم لذلك".


بلغ عدد مراكز الإيواء للمتضررين في محافظة إدلب، نحو 43 مركزاً، موزعة على مدن حارم 19 مركزاً، وأطمة 7 مراكز، والدانا 11، وسرمدا 4، وإدلب 8، ومعرة مصرين 2، وجسر الشغور 2.

ويقطن في مراكز الإيواء قرابة 6500 عائلة، بعدد أفراد يصل إلى 20 ألفاً، بحسب إحصاءات وزارة التنمية والشؤون الإنسانية التابعة لحكومة "الإنقاذ" السورية في مطلع شهر آذار/مارس 2023. 


يتشابه حال أبو ممدوح مع كثير من السوريين المتضررين من الزلزال، سيما السيدة "نهلة الصالح" في بلدة جنديرس، حيث تسكن في خيمة اشترتها إثر الزلزال بحوالي 150 دولار أمريكي، واستبشرت بزيارة الفرق الأممية لمركز الإيواء حيث تسكن، بأنها ستتخلص قريبا من سكن الخيمة الضيقة مع أطفالها، بعد وفاة زوجها بالزلزال. 

تقول "نهلة" لـ"بلدي نيوز": "حتى اليوم زارتنا 4 فرق أممية.. استبشرنا بقدومهم خيرا أن يبنوا لنا منازل، أو يأتوا بكرفانات على الأقل، بيد أنه لزم علينا سكن الخيام، حيث يزداد الوضع سوءا، بعد مضي حوالي 90 يوم على الزلزال، والحال من سيء إلى أسوأ، حتى أطفالي حرموا من الذهاب للمدارس بسبب معيشتنا بمركز الايواء من جهة، وتضرر المدرسة من جهة أخرى، ولا نقوى اليوم على استئجار بيت بعد وفاة زوجي، الذي كان يعمل بالمياومة لتأمين الغذاء لعائلتنا". 

وبحسب تقرير صادر عن منظمة "منسقو استجابة سوريا" في الحادي عشر من نيسان/أبريل الماضي، فإن عدد المتضررين من الزلزال وصل إلى أكثر من 1,843,911 منهم 311,662 نسمة، نازحون يشكل الأطفال والنساء 67% منهم، في حين أن عدد المباني التي تهدمت بفعل الزلزال بشكل فوري تصل إلى 2,171، أما المنازل غير الآمنة للعودة تصل إلى أكثر من 5000 منزل، إضافة إلى 14,148 منزلا تحتاج لتدعيم، وتصبح آمنة لعودة السكان، وأكثر من 23000 منزلا آمنا، ويحتاج إلى صيانة، ويأتي هذا في حين بلغت نسبة الاستجابة الإنسانية للمتضررين من الزلزال 24,56% فقط.


وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، اعترف بفشل المنظومة الدولية بمساعدة السوريين المتضررين من الزلزال، حيث قال عبر حسابه في تويتر في شهر شباط/ فبراير، إن المنظمة "خذلت الناس" في شمال غربي سوريا، بعد تأخرها في إيصال المساعدات إلى المنكوبين، إثر زلزال مدمر أودى بحياة الآلاف من السوريين.

وأضاف "غريفيث": "إنهم محقون في شعورهم بأننا تخلينا عنهم، من واجبنا أن نصحح هذا الفشل في أقرب وقت"، ومع ذلك فإن هذا الوقت لم يحن بعد.

مقالات ذات صلة

الحكومة الإيطالية تقنع الاتحاد الأوربي بتعيين مبعوث له في سوريا

محافظ اللاذقية: بعض الحرائق التي حدثت مفتعلة

النظام يحدد موعد انتخابات لتعويض الأعضاء المفصولين من مجلس الشعب

خسائر لقوات "قسد" بقصف تركي على الحسكة

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي