بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أطلقت محافظتا حلب ودمشق، بشكلٍ متزامن، أضخم حملة لإزالة البسطات في مراكز المدينتين.
واعتبر مجلس مدينة حلب، أنه اضطر إلى اتخاذ هذا الإجراء، جراء استفحال الظاهرة بشكل كبير، ما شوه المشهد الحضاري للمدينة وأعاق حركة المرور في بعض شوارعها.
ويرجع الجدل الذي أثير في الشارع، كون تلك البسطات، مصدر رزق للكثير من طالبي فرص العمل، ممن لم يتمكنوا من تأسيس عمل يتناسب مع مدخراتهم ودخلهم الذي يحصلون عليه لمواجهة الضائقة الاقتصادية التي تعصف بعاصمة الاقتصاد السوري جراء التضخم وارتفاع الأسعار.
وانطلقت الحملة على البسطات في حلب، من باب جنين بمركز المدينة، والذي يعد أهم سوق تجاري لبسطات الخضار والفواكه، التي تتوافر بأسعار تنافسية تقل بمقدار 20 إلى 50 بالمئة عن نظيرتها في الأسواق الأخرى التي تتصف بأنها راقية، ولاسيما الواقعة في الشطر الغربي من المدينة.
وامتدت الحملة لتشمل محور باب الفرج المجاور لباب جنين، مرورا من جهة الشمال بشارع التلل، المتخصص ببيع الألبسة، قبل أن تصل إلى شارع النيل المتصل معه وحتى سوق ميسلون في الضفة الشمالية الشرقية من مركز المدينة، وهو سوق يعتمد على بيع الخضار والفواكه.
وتوقع مراقبون بحسب صحيفة "الوطن" الموالية، أن يجري إزالة ما لا يقل عن 30 ألف بسطة من أحياء المدينة المختلفة، الأمر الذي سيحرم عدد آلاف الأسر من مصادر رزقها التي تؤمنها البسطات راهنا.
بدورها، بررت محافظة دمشق الحملة بالقول إن "البسطات" تسبب ازدحاما ومضايقات لحركة المشاة ومرور السيارات ومختلف الآليات، الأمر الذي يتطلب إجراءات رادعة بعد ازدياد نسبتها خلال الفترة القليلة الماضية.
وكانت محافظة دمشق التابعة للنظام، حذرت أصحاب البسطات والإشغالات غير النظامية على الأرصفة والطرقات بإزالتها، اعتبارا من يوم أمس الثلاثاء.
وقال مدير دوائر الخدمات في محافظة دمشق، التابعة للنظام، بشار عبيدة "إن المحافظة حازمة وجادة في الحد من أية مخالفة أو إشغال أو تعدٍ على الأملاك العامة".
وأضاف "عبيدة"، أنه تم "اتخاذ القرار بإعادة دمشق لألقها وإنهاء مظاهر المخالفات، والقيام بحملة لن تتوقف إلا بتلاشي هذه المخالفات".
وأردف مدير دوائر الخدمات أن الأرصفة من حق المواطنين، بحيث جهزت وصرف عليها مبالغ للمشاة وليس لأية إشغالات.
يذكر أن "البسطات" ذاتها في حلب ودمشق، كانت تحت أعين المحافظتين وعلى مرأى من مسؤوليها، لكنه لم يتم اتخاذ أي خطوات بحقها، خاصة مع بداية الحراك الثوري، ضد النظام، ويرجع ذلك وفق نشطاء، تحدثوا لبلدي نيوز، أن عددا من شاغلي تلك البسطات مقربون من أحد أفرع المخابرات، وكانت مهمتهم المساهمة في قمع التظاهرات السلمية، في حين انتهى دورهم الوظيفي اليوم.
يشار إلى أن أصحاب البسطات طالبوا بتوفير أسواق بديلة لممارسة عملهم، خاصة من خلال البراكيات المتخصصة، وذلك لضمان مصدر رزق لهم.