بلدي نيوز
شهدت مهنة الخياطة في محافظة طرطوس، انتعاشا قبيل عيد الفطر، واقتصر الحركة على "الـ"رتوش وتصليح الملابس الجاهزة"، ما اعتبره مراقبون، مؤشرا على سوء اﻷحوال المعيشية، في مناطق سيطرة النظام.
وينقسم زبائن الخياطين، بحسب تقرير لموقع "أثر" الموالي، بين من يسعى إلى تضييق أو تقصير قطعة ملابس اشتراها من السوق، وبين من يلجأ للخياط لإعادة تدوير قطعة ملابس قديمة، وبين قلّة قليلة من لا يزال يجد في خياطة الملابس “على ذوقه” الخيار الآمن من “صرعات الموضة”، وهذه الفئة اﻷخيرة "تعد على اﻷصابع" وتقتصر على شريحة كبار السن، الذين يأتون مرة كل سنتين أو ثلاثة.
وبلغت تكلفة تقصير بنطال أو تعديل على قميص، ما بين بين 2000-3000 ل.س، في حين كانت العام الفائت تتراوح ما بين 200 إلى 500 ل.س على “التصليحة”.
وأرجع التقرير ذاته سبب ارتفاع تكلفة "إصلاح الملابس"، إلى ارتفاع تكاليف مستلزمات الخياطة، ناهيك عن تكاليف إيجار المحل والضرائب، وتشغيل مولدة كهربائية أو ثمن الاشتراك بالأمبير الذي بات باهظا.
ويعتقد مراقبون أنّ اﻻنتعاش الذي شهدته مهنة الخياطة، قبيل العيد، مؤشرا على سوء اﻷحوال المعيشية، وأنه أمر منطقي، فالناس لا تملك ثمن شراء ملابس جاهزة، نظرا ﻻرتفاع أسعارها، مقارنة بالدخل المتدني.
ويرى آخرون، أن لجوء الناس إلى إصلاح عيوب الثياب القديمة، خيار أفضل، من شراء الملابس الجاهزة، لكنه مؤشر آخر على عدم قدرة شريحة كبيرة على تفصيل ملابسهم، وفق رغبتهم وذوقهم. .
شهدت اﻷسواق في مناطق النظام، تراجعا كبيرا وركودا، خاصة سوق الملابس الجاهزة، ولا يختلف اﻷمر بالنسبة للخياطين، الذين يقبل عليهم البعض على سبيل "إصلاح عيوب ملابسهم".
وبلغ وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية في بداية شهر رمضان، 5.6 مليون ل.س، بالتزامن مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، بينما لا يزال الحد الأدنى للأجور (92,970 ليرة سورية - أي أقل من 13 دولار شهريا)، وارتفعت تكاليف المعيشة خلال ثلاثة شهور (كانون الثاني وشباط وآذار)، 41 %، بحسب دراسة أعدتها صحيفة قاسيون الموالية.
