بلدي نيوز – (سما مسعود)
عملت "وحدات حماية الشعب" الكردية على اقتياد الشباب والمراهقين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في الشمال السوري، إلى ما تسميه بـالتجنيد الإجباري، وهو قانون كان موجود سابقاً قبل اندلاع الثورة السورية بشكل سري، وخرج للعلن عندما شرعه المجلس التشريعي التابع للإدارة الذاتية الكردية إبان دحر تنظيم "الدولة" من عين العرب.
ووفق القانون الكردي فإنه يتوجب على المجندين أن يدافعوا عن مناطقهم الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية والتي تشكل فيها الوحدات الكردية العمود الفقري، اللافت في الأمر الآن أن المجندين وخاصة العرب قد زج بهم على جبهات القتال لصالح النظام السوري.
وأفاد المعارض والناشط السياسي الكردي "جان دوست جان" والذي يقيم في مناطق الإدارة الذاتية الكردية لبلدي نيوز: "إن الشبان في القرى والبلدات التابعة لمنطقة عفرين ذات الغالبية الكردية يبيتون ليلهم في العراء خوفاً من عمليات الدهم الليلية التي تقوم بها وحدات حماية الشعب بحثاً عن شبان لم يلتحقوا بـ (التجنيد الإجباري)" .
وأضاف: "لقد تم اقتحام قريتي موساكو وعطمونو واقتياد الشبان إلى جبهات القتال، وعمدت الوحدات الكردية إلى اعتقال الآباء واقتيادهم إلى التجنيد الإجباري عندما لم تجند أبناءهم المطلوبين والهاربين".
وتشهد القرى والبلدات الكردية في الشمال السوري حركة مضادة رافضة للوحدات الكردية وتصرفاتها المسيئة "للأخلاق الكردية" التي طالما اتسم بها الكردي بالكرم والطيب والوفاء وحسن المعشر، بحسب ما قاله جان، لذا يعمد العديد من الشبان إلى الهروب خارج مناطقهم بحثاً عن مستقبل أفضل وإن كان في أغلب الأحيان خارج حدود الوطن، وتشير الإفادات القليلة الواردة من داخل المناطق الكردية بأن الوحدات الكردية باتت تتعامل مع النظام بشكل علني واضح دون أي غطاء ولا تبريرات، حيث تقوم بتزويد عناصر الأسد بمقاتلين على جبهات حلب وخاصة العناصر العرب، إضافة للقاصرات، ويتم اقتيادهم بشكل إجباري إلى جبهات المعارك، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الثنائية بين الوحدات الكردية ونظام الأسد توتراً وتطوراً لافتاً، حيث قام طيران الأسد ولأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية "وإعلان الكرد تأيدهم لها" قبل أيام بقصف معاقل الوحدات الكردية في الحسكة بينما توعدت الأخيرة برد قاس.
وأكد جان في حديثه مع بلدي نيوز "أن عدداً من القاصرات قد تم اقتيادهن بغير موافقة منهن أو من ذويهن إلى جبهات القتال".
وهذا ما يخالف بشكل واضح نص قانون الإدارة الذاتية الكردية بما يتعلق بالتجنيد "قانون أداء واجب الدفاع الذاتي عن مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية" حيث نص على "واجب الدفاع لمن يتراوح عمره بين 18إلى 30 عاماً، أما الإناث فيكون الالتزام بهذا القانون طوعياً".
ويرى يعض المحللين الكرد أن الوحدات الكردية ساهمت بشكل كبير بانقسام المجتمع الكردي سياسياً وشعبياً خاصة بعد التصرفات التعسفية التي بات عناصرها يتصفون بها.
وقال المجلس الوطني الكردية في وقت سابق بأن "الوحدات الكردية لا تفهم سوى لغة السلاح".
وكانت قوات "الأسايش" التابعة للوحدات الكردية قد اعتقلت قبل أيام رئيس المجلس الوطني الكردي إبراهيم برو ونفته إلى إقليم كوردستان العراق، كما اعتقلت قياديين من المجلس الوطني أثناء مشاركتهم بتشييع جنازة أحد قتلى البيشمركة في مدينة القامشلي بالحسكة شمال شرق سوريا.