بلدي نيوز - حلب (أحمد عبدالغني)
تشكل مدينة جرابلس شرقي حلب موقعاً ذو أهمية استراتيجية كبيرة لميليشيا الوحدات الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD، التي تشكل العمود الفقري لميليشيات قسد المدعومة غربياً، والتي تسعی للسيطرة عليها لربط عين العرب بعفرين، في مشروعها الذي يهدف لسلخ كامل الشريط الحدودي مع تركيا.
كذلك تمثل جرابلس أهمية كبيرة للثوار، الذين يسعون للسيطرة عليها وطرد تنظيم "الدولة" من المنطقة الممتدة بين اعزاز شمالي حلب وجرابلس شرقها، والتقدم لفتح طريق جديد إلی مدينة حلب الأمر الذي سيقلب كفة الموازين في شمالي سوريا، ويؤثر على جميع المشاريع المرسومة للمنطقة.
التقدم الذي حققته ميليشيا قسد بعد الدعم الهائل غربياً، رفع وتيرة التصعيد مع تركيا، التي ترفض بقاء ميليشيا PYD غربي نهر الفرات، كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة، متوعداً باتخاذ كافة التدابير بما فيها "التدخل العسكري" لمنع تمدد PYD باتجاه مدينة عفرين.
التصريحات التركية جاءت بعد سيطرة ميليشيا قسد على مدينة منبج، والتي باتت على مقربة من مدينة جرابلس على الحدود التركية، لاسيما بعد بدء ميليشيا قسد بالتوسع شمالاً وغرباً انطلاقا من منبج، وفي نيتها التقدم باتجاه مدينتي الباب وجرابلس، التي تسعى للسيطرة عليهما، بهدف وصل مناطق سيطرتها في عين العرب بعفرين غرباً، وبالتالي تحقيق ما ترمي إليه من بناء كيان انفصالي على الحدود السورية التركية، الأمر الذي ترفضه تركيا بشدة.
ومع تسارع وتيرة الأحداث والتحرك العسكري لميليشيا قسد في المنطقة، ظهرت تسريبات حصلت عليها بلدي نيوز، تتحدث عن نية فصائل الثوار البدء بعمل عسكري للسيطرة على مدينة جرابلس بدعم تركي، وربما يتطور للتوسع باتجاه مدينة الباب، وبالتالي قطع الطريق على ميليشيا قسد، ووقف تقدمها في شمالي سوريا، وكسر مشروعها بالتقدم غرباً نحو عفرين.
تنظيم "الدولة" بدوره يسعی للبقاء في المنطقة، وإن قلت فرص بقاءه بعد خسارته لأبرز معاقله شمال سوريا (منبج)، حيث تواردت أنباء عديدة عن تجهيزات للتنظيم في المدينة، وتلغيم معظم أحيائها بعد نقل عائلاتهم وذويهم باتجاه منطقة الباب.
يبدو الوضع في المدينة على وشك الانفجار، فميليشيات قسد تواجه لأول مرة منافساً على منطقة ما، لديه من الأحقية ما لا تستطيع إنكاره أو دفعه بروايات ملفقة عن أحقية تاريخية في هذه المنطقة، بحكم كون الكتائب مشكلة من أبناء المدينة، ومدعومة دولياً من قبل دولة محورية في المنطقة، ما يعني أنها أمام خيارين، إما المسارعة للهجوم على المدينة، والتعرض لخسائر كبيرة غير قادرة على احتمالها، خصوصا بعد معركة منبج التي تكبدت فيها خسائر بشرية كبيرة جداً، أو ترك المدينة للثوار، ما يعني انهيار حلمها بوصل عين العرب بعفرين، وبالتالي احتمالية دخولها في مواجهة ضد الثوار تكشف الوجه الحقيقي لهذه الميليشيات.