بلدي نيوز
حددت كاميل باجيلا في تقرير بصحيفة "لوتان Le Temps" السويسرية، 6 تواريخ قالت إنها مثلت تحولات في سوريا بعد العام 2011، أولا تاريخ 15 آذار 2011، إذ يمكن القول إن ما حدث في هذا اليوم كان بمثابة الشرارة التي أدخلت سوريا الربيع العربي، إذ تحولت مدينة درعا إلى بؤرة لنشاط المؤيدين للديمقراطية بعد أن اعتقلت قوات النظام حوالي 15 مراهقا، لا لشيء إلا أنهم كتبوا شعارات معادية لبشار الأسد، فسجنوا وعذبوا لتتصاعد المظاهرات بعد ذلك وتطلق الشرطة النار على الحشود وتقتل شخصين وتصيب المئات بجروح، وقد أدى الكشف عن التعذيب الممنهج للمتظاهرين في السجن إلى صب الزيت على النار لينتشر بعد ذلك التمرد في البلاد.
وأضافت أن نظام بشار الأسد واصل قمعه الشديد للثوار ليتجاوز عدد القتلى في حزيران من العام نفسه ألف قتيل، وفي تموز من السنة ذاتها، تحولت الحركة السلمية إلى تمرد مسلح. وأصبح الجيش السوري الحر المكون من منشقين عن الجيش النظامي ومدنيين وجماعات ذات تطلعات سياسية مختلفة، الجناح المسلح للمعارضة المؤيدة للديمقراطية وواجه نظام بشار لتدخل البلاد في الحرب.
التاريخ الثاني هو 21 آب 2013، حيث تم تجاوز الخط الأحمر، فقد أسفر هجوم كيميائي عن مقتل ما يقرب من 1500 شخص في الغوطة الشرقية، على مشارف دمشق. وفي نهاية ذلك الشهر، قالت الحكومة الأميركية إن لديها دليلا على مسؤولية النظام عن الهجوم، وإنها بدعم من فرنسا تدرس توجيه ضربات انتقامية ضد بشار الأسد، ورغم أن ذلك كان خطا أحمر لدى الأميركيين، فإنهم اكتفوا في النهاية بتوقيعهم مع الروس على اتفاقية تقضي بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية، ومع نهاية تلك السنة كان قد أودى بالفعل بحياة 130 ألف شخص.
وثالثا التحولات جاء في 29 حزيران 2014 الذي صادف اليوم الأول من شهر رمضان، وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو فصيل جهادي يدعي أنه سلفي، إقامة خلافة على الأراضي السورية والعراقية التي يسيطر عليها، وهكذا حكم هذا التنظيم بالحديد والنار المنطقة التي يسيطر عليها وهي بحجم بريطانيا، ويسكنها 7 ملايين نسمة، وقد انتهج فيها الإبادة الجماعية ضد الأقليات الدينية، كما شن حملة إرهابية في الخارج.
أما التحول الرابع فجاء في 8 آب 2014؛ في هذا اليوم تدخل تحالف دولي مكون من 22 دولة، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ضد تنظيم الدولة الإسلامية وقصف مواقع التنظيم في العراق، ولاحقا في سوريا ليبقى عام 2014 هو الأكثر دموية في الصراع الذي المستمر بعد ذلك، إذ شهد مقتل 76 ألف شخص في 12 شهرا وأجبر ملايين السوريين على الفرار.
وبموازاة ذلك، بدأت روسيا تنفذ تدخلها الخاص في سوريا منذ أيلول 2015، ملبية بذلك طلبا من بشار الأسد للمساعدة في القتال على جميع الجبهات المعادية للنظام.
وتقول الصحيفة إن التحول الخامس جاء في 22 كانون الأول 2016، فبفضل الدعم الروسي في الجو والمليشيات الموالية لإيران على الأرض، استعاد بشار مدينة حلب التي كانت رمزا في أيدي الثوار، لكن ذلك النصر تحقق بثمن باهظ بعد ممارسة أعمال عنف لا هوادة فيه، فقد دمرت الطائرات الروسية والبراميل المتفجرة السورية جزءا من المدينة، ليصل عدد من قتلوا حتى بداية عام 2017 حوالي 300 ألف شخص ونزح 6 ملايين داخل البلاد، ويغادر 6 ملايين آخرون سوريا.
وآخر التحولات بدأ في 23 آذار 2019، عندما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، تحرير الباغوز ليخسر بذلك تنظيم الدولة آخر قطعة أرض كان يسيطر عليها، وهي قرية مساحتها كيلومتر مربع واحد، ووفقا لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فقد قُتل ما لا يقل عن 306 آلاف و887 مدنيا منذ بدء الصراع في سوريا والذي لم ينته بعد. بحسب ما ترحم موقع "الجزيرة نت".