بلدي نيوز
علق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس 29 كانون الأول/ديسمبر، على الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزراء دفاع تركيا وروسيا ونظام الأسد في موسكو.
وقال "جاويش أوغلو": "سنجري تقييمًا مع الأصدقاء. في المرحلة الثانية سيعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية. روسيا تريده أيضا، لكن لا يوجد جدول زمني حتى الآن".
وفي إشارة إلى عدم وجود موعد محدد للقمة الثلاثية بين وزراء الخارجية التي ستحضرها روسيا أيضا، قال "جاويش أوغلو"، "إن شهر يناير هو موعد مبكر جدا للاجتماع بين وزراء الخارجية وعلى مستوى الزعماء".
وعن موقف المعارضة السورية من عملية التطبيع التركي مع نظام الأسد، قال "جاويش أوغلو": "نحن أيضا ضامن للمعارضة السورية، نحن لا نتصرف ضد حقوقهم، نحن على اتصال دائم بهم، وأصدقاؤنا يعلمون أيضا".
وقال "جاويش أوغلو"، إن الاجتماع بين وزيري الدفاع كان مفيدا للغاية"، مضيفا: "نعتقد أنه من المهم التعامل مع النظام من أجل حل سياسي من أجل السلام.. ومن المهم أيضا تحقيق المصالحة على خريطة الطريق".
وردا على سؤال بخصوص كيفية تأثير المحادثات على "الحرب ضد الإرهاب"، قال "جاويش أوغلو" إن "الحرب ضد الإرهاب ستستمر بعزم... قلت إن الإرهاب يمثل أيضا تهديدا لسوريا. النظام يرى ذلك جيدًا. لكننا لم نتعاون في مكافحة الإرهاب حتى الآن. لكننا سنتعاون في محاربة الإرهاب في الفترة المقبلة، وبالتالي فإن هذه المحادثات لا تمنعنا من محاربة الإرهاب".
ماذا يريد الأسد؟
وردا على سؤال حول مطالب نظام الأسد من تركيا خلال اجتماع وزراء الدفاع في موسكو، قال وزير الخارجية التركي، إن "سوريا بشكل عام تريد بيانا بمغادرتنا الأراضي السورية".
واعتبر أن “حزب العمال الكردستاني” (PKK) يشكل تهديدًا لتركيا، كما أنها في الواقع تشكل تهديدًا لسوريا لامتلاكها أجندة انفصالية، وفق قوله، مشيرًا إلى أن النظام يرى هذا التهديد جيدا أيضا.
وحول مطالبة النظام تركيا بالخروج من سوريا، قال "جاويش أوغلو"، إنه "في الوقت الحالي يوجد منظمات إرهابية لا يمكن السيطرة عليها... ولكن عندما يكون هناك استقرار سياسي وكل شيء يسير بشكل جيد في البلاد، ستسلم تركيا هذه الأراضي لسوريا.
وقال "جاويش أوغلو": إن "محادثاتنا مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والعراق والنظام السوري مستمرة، تعلمون أن وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات كانا في موسكو أمس، وسألتقي بدوري مع لافروف".
وأضاف أن "النظام السوري يرغب بعودة السوريين إلى بلادهم، ومن المهم أن يتم ذلك بشكل إيجابي مع ضمان سلامتهم”.
ونفى وزير الخارجية التركي انعقاد اجتماع على مستوى وزاري مع بشار الأسد.
وعن موقف الولايات المتحدة الأمريكية لعملية التطبيع بين تركيا ونظام الأسد، قال "جاويش أوغلو"، إن "هناك الكثير ممن يدعمون المشاركة، لكن هناك من يتوخى الحذر... سيرون ذلك وسيصبحون على الأقل محايدين".
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الخميس، إنه أكد خلال الاجتماع الثلاثي في موسكو مع نظيريه الروسي والسوري، "على ضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254".
وأضاف "أكار": "من خلال الجهود التي ستبذل في الأيام المقبلة يمكن تقديم مساهمات جادة لإحلال السلام والاستقرار في سوريا والمنطقة".
واللقاء هو الرسمي الأول على المستوى الوزاري بين تركيا والنظام منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011 وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين أنقرة والنظام.
وفي منتصف الشهر الحالي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين تأسيس آلية ثلاثية مع سوريا، لتسريع المسار الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق.
وأوضح "أردوغان" أن المقترح التركي ينص على اجتماع بين أجهزة مخابرات الدول الثلاث أولًا، يتبعه لقاء على مستوى وزراء الدفاع ثم الخارجية، ثم قمة على مستوى القادة.
وأواخر تشرين الثاني الماضي، قال الرئيس التركي، إن العلاقات مع النظام بسوريا "يمكن أن تعود إلى نصابها في المرحلة القادمة مثلما جرى مع مصر، فليست هناك خصومة دائمة في السياسة".