بلدي نيوز - إدلب (محمد كركص)
ارتفع عدد الشهداء في محافظة إدلب خلال الـ48 ساعة الماضية وحتى اللحظة إلى أكثر من 75 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال، إثر قصف الطائرات الحربية الروسية والتابعة لقوات النظام بأكثر من 40 غارة جوية بشكل يومي على عدة مناطق متفرقة من ريف إدلب.
وأفاد مراسل بلدي نيوز أن 11 مدنياً استشهدوا يوم الخميس الفائت إثر قصف طائرات النظام الحربية حيا سكنيا في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي على الحدود السورية التركية، وكان 14 آخرين بينهم خمسة أطفال استشهدوا، إثر قصف الطائرات الحربية الروسية مدينة إدلب، كما توزعت باقي المجازر على عدة مدن وبلدات منها: "سراقب، ومعرة النعمان، وخان شيخون، وحربنوش، وكفرتخاريم، ومعرة مصرين".
وتعمد القصف استهداف المرافق الحيوية كالمشافي والمراكز الطبية والأسواق والأفران والمدارس والمساجد والكنائس.
ويعمل الأهالي علی تفادي الضربات الجوية من خلال التوقف عن إرسال أطفالهم إلی المدارس الصيفية وتقليل النزول إلی الأسواق إلا للضرورة، والمكوث في الأقبية لتفادي القصف.
يقول "أيمن" من بلدة حزانو بريف إدلب الشمالي "تتعرض بلدتنا بشكل شبه يومي لغارات من الطيران الحربي، الأمر الذي جعلنا نتخد تدابير عدة وأولها لم نعد نأمن على أطفالنا في الدورات الصيفية التي تقام في المدارس أو الذهاب الى الأسواق، وأصبحنا نخرج من منازلنا لجلب الأمور الضرورية فقط".
وأضاف لبلدي نيوز "نقضي معظم وقتنا أنا وعائلتي في القبو الذي أنشأته تحت منزلي لتفادي قصف الطيران".
بدوره، يقول "محمد" من مدينة سراقب "بعد أيام عشناها لا يمكن وصفها بكلمات من شدة القصف بالقنابل العنقودية وخصوصاً الغارات الليلية، عملت علی إخراج عائلتي إلى مناطق أقل خطورة في الريف الجنوبي لإدلب، وبقيت وحيدا مع عدة شبان من أبناء الحي، حيث تطوعنا لإسعاف الجرحی وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض".
ونتيجة تردي الظروف المعيشية في المناطق المحررة، لم تستطع بعض العائلات النزوح من مناطقها إلی أماكن أكثر أمنا في قری وبلدات إدلب، حيث آثرت مئات العائلات البقاء تحت القصف علی النزوح.
"أم عبدالله" أرملة شهيد من بنش، تقول لبلدي نيوز "ليس لنا قدرة على تحمل تكاليف النزوح والخروج الى منطقة أقل خطورة؛ لذلك قررت البقاء مع أطفالي في منزلي الذي دمر الطيران نصفه في وقت سابق، وحفرنا خندقاً في حديقة المنزل نلجأ إليه في أوقات الخطر وأثناء سماع تحليق الطيران".
كما قال عصام من معرة النعمان "أسكن في مبنى من خمسة طوابق ومحاط بعدة أبينة، لكن مع ذلك استطاعت الطائرات الحربية قصف المبنى، مع العلم أنه لا يوجد أي مقر عسكري في الحي، فقررت أنا وجيراني العمل على حفر قبو تحت المبنى لكافة سكانه، وتشاركنا على مصاريف حفره، لتأمين أطفالنا ونسائنا من القصف، وخدمناه بإعمار حمامات وغرفة صغيرة للنوم، وإذا أردنا تأمين الخضروات ومستلزمات المنزل ننزل إلى الأسواق في الصباح الباكر لتأمينها لأن الطائرات تكثف من قصفها وقت الظهيرة وليلاً لأماكن الأسواق والتجمعات السكنية".