هل يتكرر سيناريو هزيمة "المدفعية" في "الأكاديمية العسكرية" بحلب؟ - It's Over 9000!

هل يتكرر سيناريو هزيمة "المدفعية" في "الأكاديمية العسكرية" بحلب؟

بلدي نيوز – (عمر الحسن)
سقوط مدرسة المدفعية في حلب والذي اعتبر ضربة قاصمة للنظام تلقاها بشكل مفاجئ وسريع، نقلته من وضع المحاصر لحلب في وضعية الهجوم إلى وضع دفاعي على شفا حفرة من الحصار والسقوط، الأمر الذي اعتبر هزة للنظام ككل ومنظومته العسكرية، والميليشيات الداعمة له بشكل كبير، فهي شاركت النظام في تطويق حلب، ونشوة الانتصار الأول لتشاركه لاحقاً الهزيمة والمقتلة التي تعرضت له قواته.
تغيّر مفاجئ
التغيّر السريع الذي يصل لحد توصيفه بالصاعق للوضع الميداني في حلب، جاء مفاجأة لقوات النظام، التي كانت في ذروة الثقة أنها على وشك السيطرة على حلب، وبدأت ترسم لما بعد حلب، ليأتي هذا الهجوم الذي كسر الحصار، وغيّر موازين القوى، بكسره لأقوى حلقات السلسلة العسكرية للنظام في مدينة حلب، وما يحمله الهجوم من تهديد بمتابعة العمل حتى تحرير مدينة حلب بالكامل، وما يشكله هذا من تهديد حقيقي لوجود النظام في شمالي سوريا، وحتى وجود النظام نفسه وقدرته على الاستمرار بالقتال إذا خسر حلب.
هجوم غير متوقع
حجم القوة التي استخدمها جيش الفتح في الهجوم على تجمع الكليات وتشكيل الثغرة في الطوق غير متناسبة وغير كافية فعلياً للسيطرة على تجمع الكليات من ناحية القوى البشرية والقدرة النارية، فضلا عن كسر الحصار، ولكن التكتيكات المتفوقة التي استخدمها جيش الفتح أعطته القدرة على إحداث تغيير حقيقي في الموازين في المدينة.
فأحد أهم الأفكار في معركة حلب الأخيرة هي أن النظام لم يتوقع أن يحدث الهجوم على تجمع الكليات باعتباره المركز الأقوى له في حلب، بل توقعه باتجاه الكاستيلو بهدف استعادته وفتحه أمام المدنيين، ما جعله يتلقى الضربة بشكل مزدوج عسكرياً ونفسياً.
عسكريا بخسارته لمنطقة مهمة ومصدر ناري رئيسي، ونفسياً بحالة الانقلاب السريع في الوضع الميداني، والتي نجم عنها هروب المئات من شبيحته، وعناصره من خطوط القتال، ما سهّل السيطرة على العديد من المناطق الإضافية مثل تجمع 1070 شقة.
انهيار تام
لا يمكن القول إن ما حدث في كلية المدفعية هو عملية تدمير حقيقية لقوات النظام في الكلية، بقدر ما هي حالة من انهيار وتشتت للقوات المدافعة ثم هربها بعد تكبدها خسائر كبيرة وفقدان السيطرة عليها مع هرب ضباط النظام، وتركهم الجنود بدون قيادة، مع عملية الخرق الناجحة التي حدثت في أكثر من منطقة ومحور، والتي تظهر آثارها واضحة خلال الفيديوهات التي نشرها الثوار عن عمليات التمشيط السلسة نسبياً، والتي لم تستغرق الكثير من الوقت بل حدثت بسرعة كبيرة .
إضافة للكم الكبير من الأعتدة التي تركت مكشوفة في العراء، والتي تشير إلى أنها كانت جاهزة للاستخدام ولكنها لم تستخدم، بل حدثت حالة هرب، والتي تتقاطع مع الكثير من الأخبار التي تواردت من مناطق النظام، والتي تحدثت عن حالات فرار للشبيحة وعناصر النظام والميليشيات، وصلت حد إعدام النظام لعدد من عناصره الفارين، بهدف إجبار الآخرين على القتال وحتى حبس بعض العناصر الذين هربوا، لضمان عدم هربهم بهدف زجهم في المعارك المتوقعة لاحقاً، وحتى وصل الأمر لتخلي النظام عن المدنيين في مناطقه، الذين تحولوا فجأة من موالين للنظام إلى أهداف لطائرات النظام وروسيا، التي قصفت المناطق التي تقدم إليها الثوار .
هل يتكرر سيناريو "المدفعية"؟
ميزة سقوط كلية المدفعية في حلب خلال الموجة الأولى من الهجوم هي أنها دمرت أكثر نقاط النظام قوة في المدينة، الأمر الذي يجعل جميع النقاط والمناطق اللاحقة أقل قوة وأكثر سهولة في التحرير، سواء من ناحية المساحة أو القدرة النارية والبشرية، وخصوصا بعد زوال الدعم الناري الذي كانت تقدمه المدفعية للنظام في حلب، ما يعني أن قوات النظام الآن تعاني من مشكلة عدم وجود مصدر ناري كافٍ لامتصاص اندفاع جيش الفتح، في حال قرر تكرار الهجوم على كلية الهندسة العسكرية بنفس الطريقة، وستضطر للاعتماد أكثر على الطائرات الروسية، وطائراته والتي إذا عطلت بما يكفي بوسائل التمويه المختلفة، وبخاصة حرق الإطارات فستكون السيطرة على الكلية ثم سقوط أحياء حلب الغربية تحصيل حاصل.
خصوصا مع الحالة المعنوية التعيسة لعناصر النظام، وحتى مؤيديه الذين سجلت حالات واسعة لهربهم من حلب باتجاه مناطق النظام الأخرى، إضافة لحالة التخوين المتبادل بين عناصر النظام وعناصر الميليشيات الشيعية المختلفة، والتي تتهم عناصر النظام بالهرب من المعركة، في حين يتهم عناصر النظام الميليشيات الشيعية بالهرب من المعركة أيضاً، وتركهم وحيدين في مواجهة جيش الفتح.
ما يعني أن تكرار سيناريو انهيار قوات النظام كما حدث في كلية المدفعية متوقع جداً، بل هو الاحتمال الأقرب للتحقق في الأكاديمية العسكرية وباقي مناطق النظام في حلب، خصوصاً مع الحالة المعنوية السيئة جدا لعناصر وضباط النظام.

مقالات ذات صلة

بالمسيرات والمدفعية.. النظام يصعد من قصفه بريفي حلب وإدلب

سكان حلب ومخاوف الوجود الإيراني بعد التطورات الأخيرة في ساحة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي

100 مليون ليرة لتمويل حرفيي «جبرين» في حلب

فضيحة فساد في ملف الغاز الصناعي بحلب

أسطوانة الغاز المنزلي تصل عتبة ٥٠٠ ألف ليرة سورية خلال العيد في حلب

أبرزها تعيين سهيل الحسن زعيما للقوات الخاصة.. النظام يجري تعيينات عسكرية في قواته