بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
"حلاوة مذاق العسل ينسفه ارتفاع تكلفة تربية النحل"، بهذه العبارة يصف مربو النحل أوضاعهم في مناطق النظام، ورغم كونها مهنة قديمة إﻻ أنها في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، تفتقد للأمل في التطور والمساهمة بدورها اﻻقتصادي المنشود.
تكاليف باهظة
تشتد معاناة مربي النحل، نظرا ﻻرتفاع تكاليف مستلزمات اﻹنتاج، وفق ما نقل مراسلنا عن عامر مربي نحل هاوٍ من محافظة السويداء.
واعتبر عامر أن مستلزمات اﻹنتاج ارتفعت في السنوات الثلاث الماضية، لكنها هذا العام حلقت بشكلٍ غير مسبوق، حتى أننا _في إشارة إلى بعض مربي النحل_ بتنا أشبه بحال مربي الثروة الحيوانية.
وسجل سعر كيلو التغذية الشتوي “كاندي” 7 آلاف ل.س، وسعر الصندوق الخشبي الواحد 90 ألف ل.س، في حين بلغ سعر الإطار الواحد من الشمع 2500 ل.س.
وبحسب أبو محمد الستيني، والعامل في تربية النحل بريف دمشق، فإنّ هناك تكلفة أخرى وهي الشرائح المخصصة لمكافحة آفة «الفاروا»، والتي بلغ سعرها 20 ألف ل.س.
وأضاف "حلاوة مذاق العسل ينسفه ارتفاع تكلفة تربية النحل".
أدوية بلا فاعلية
تراجعت فاعلية اﻷدوية المخصصة لمكافحة أمراض النحل والموجودة في السوق المحلي، بشكلٍ كبير، واللجوء إلى الدواء اﻷجنبي لا يمكن إﻻ عن طريق التهريب، وفقا لكلام أبو محمد.
وأضاف أبو محمد الستيني بألم "اﻷمر لا يقتصر عند ما سبق، فقلة المراعي مثل "مراعي حبة البركة واليانسون، الخاصة بتربية النحل، لها دورها في نوع اﻹنتاج وتراجعه".
إحصائيات غائبة
بالمجمل، ﻻ توجد تحقيقات أو إحصائيات دقيقة حول تربية النحل في سوريا، وتحديدا مناطق سيطرة النظام، حيث تجمع التقارير اﻹعلامية الرسمية، أن البيانات متضاربة ومختلفة فيما بينها..
كما تفتقر سوريا لوجود فرق عمل متخصصة ترصد واقع تربية النحل ومشكلاته.
بلغ عدد مراكز تربية النحل 26 مركزًا، موزعة على المحافظات السورية، وفق بيانات وزارة الزراعة، والمبلغ الذي تم رصده لهذه المراكز يقدر بنحو 35 مليون ل.س.
منعت حكومة النظام استيراد النحل الأجنبي منع اعتباراً من عام 2007 بناء على اقتراح لجنة تحسين النحل السوري، بهدف الحفاظ على التماثل الوراثي للسلالة السورية (وهذا اﻷمر واجه انتقادات واسعة في حينها ووصف باﻷمر المضحك على لسان المهندس أبو الخير حنفي، رئيس قسم تربية النحل في الوزارة، والذي علّق _بحسب صحيفة تشرين_، والذي قال؛ "منع استيراد ملكات النحل هو ضرب من الجنون، إذ يكفي صندوق صغير لجلب ملكة وعدد من الشغالات، وقرار المنع هو بمثابة مكافأة للمهربين وهو في واقع الحال عديم الجدوى").
ويعمل مربو النحل في هذا المجال إما هواية دون العمل وفق أسس علمية صحيحة، أو كمصدر عمل رئيس يحقق رزقًا معقولاً في السنوات السابقة، لكن عملهم لا يحتاج إلى ترخيص من حكومة النظام أو وزراة الزراعة.
أما المنحل المتخصصة فلا تزيد عن 3% من إجمالي عدد المناحل، في سوريا
يبلغ عدد مربي النحل في سوريا - وفق تقديرات أوليّة- حوالي 30 ألف مربي.
تقدر وزارة الزراعة عدد خلايا النحل في عموم سوريا بأكثر من 500 ألف خلية في عام منها حوالي 385 ألف من الخلايا الحديثة و 116 ألف من الخلايا القديمة.
تتركز تربية النحل وفق معلومات الوزارة في ريف دمشق 87 ألف خلية، وإدلب 78 ألف واللاذقية 60 ألفاً وحماة 51 ألفاً.
بالمجمل، فإن المعطيات السابقة، توضح وجود معوقات تحول دون تطوير نشاط تربية النحل، والارتقاء به إلى المستوى المطلوب.
أمراض النحل
وتفشت في سوريا، عدّة أمراض، واجهت مربي النحل، وبلغت نسبة الوفيات من النحل ما يزيد عن 30% إلى 50% بحسب مراسلنا نقلا عمن استطلع رأيهم من المربين.
ومن هذه الأمراض التي تصيب النحل السوري:
آفة الفاروا: طفيل يعيش على النحل وحضنته ويضعفه وقد يميته في فترة 2-3 سنوات، وهذه الآفة منتشرة في الساحل السوري بشكل خاص.تكلـّس الحضنة: مرض فطري موجود في المناطق الرطبة ويسبب مشكلة في الساحل لكن يمكن السيطرة عليه بإدارة سليمة للخلايا.
تعفن الحضنة الأمريكي: مرض سببه بكتريا يصيب حضنة النحل فتميتها مما يضعف الخلية وينهيها، ونسبة انتشاره تتزايد في سوريا وتصل نسبة الإصابة به إلى 1-2% من الخلايا.
النوزيما وإسهالات النحل: وهذه سببها وحيدات الخلية، وينتشر في المناطق الملوثة.
أمراض فيروسية: وهي أمراض غير مشخـّصة بحسب بيانات وزارة الزراعة، ولا تتوفر الإمكانيات لتشخيصها حالياً وتحتاج إلى متخصصين فيها.