بلدي نيوز
عادت الأردن مجددا، لتعلق على الأحداث الدائرة في سوريا، عبر لقاء جمع مسؤولين أردنيين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الخميس 3 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث جاء اللقاء، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين، بما يخص الأمن في الجنوب السوري، ووضع رؤية مشتركة للأوضاع في المناطق المحاذية للاردن.
ووفقا للتصريحات الصادرة عن الخارجية الأردنية، والتي صدرت تصريحات مماثلة لها في وقت سابق، عن وضع خطة لحل يمكن تنفيذه في سوريا، يُطرح السؤال: ما الذي تسعى له الأردن، وهل هي قادرة على الدخول بين الأطراف المتصارعة في سوريا، وما الذي يمكن أن تقدمه روسيا للأردن، وما المقابل؟
يقول المحلل السياسي "سامر خليوي" في حديث لبلدي نيوز، إن ما يريده الأردن هو تواجد الروس في سوريا عامة، وفي الجنوب خاصة لعدة أسباب، منها إبعاد المليشيات الايرانية عن الحدود، ومنع تدفق المخدرات والأسلحة والتهريب من سوريا إلى الأردن، وبالتالي تقدم الأردن دعما لإسرائيل المتثمل بإبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود مع إسرائيل، لكسب ودها ودعمها، وأيضا إيصال رسالة للأسد، مفادها أن الأردن لا يثق بقوات النظام، التي تتواجد على الحدود.
وأضاف "خليوي"، أن روسيا عقدت سابقا اتفاقا مع أمريكا والأردن وإسرائيل، ينص على القضاء على "الجيش الحر" في درعا، مقابل تواجد روسيا في الجنوب وإبعاد إيران لضبط الوضع هناك، وما يريده الأردن من روسيا، هو ضبط الأمن على الحدود السورية الأردنية.
واعتبر "خليوي"، أن المبادرة الاردنية محصورة بإيقاف تدفق المخدرات.
وبيّن "خليوي" أن تطبيع الأردن مع النظام لم يتوقف، لكن عدم ضبط الحدود أثّر كثيرا على التجارة البينية، وعلى طريق العبور من الأردن لدول الخليج، حيث يصدّر النظام و"حزب الله" المخدرات، إلى دول الخليج عن طريق الأردن، لذلك يسعى الأردن إلى ضبط حدوده من أجل الاستمرار بتعامله مع بشار الأسد.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال، يوم أمس، عقب اجتماع جمعه مع "لافروف"، إن عمان وموسكو اتفقتا على تعزيز التنسيق بينهما لمعالجة الاضطرابات الأمنية في جنوب سوريا، والتي تلقي عمان باللوم فيها، على فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، وعمليات تهريب مخدرات عبر الحدود بمليارات الدولارات.
بدوره، أعرب الملك الأردني عبدالله الثاني خلال استقباله وزير الخارجية الروسي في الديوان الملكي، عن مخاوفه من أن الحرب الروسية في أوكرانيا، يمكن أن تساعد إيران في نهاية المطاف على ملء الفراغ الذي خلفه تضاؤل الوجود العسكري الروسي في سوريا، وتتطلع عمان إلى إعادة تأكيد موسكو لالتزامها بالمنطقة.