صيدلية "رحمة الخيرية" تغلق أبوابها في إدلب والمتضررون بالمئات (فيديو) - It's Over 9000!

صيدلية "رحمة الخيرية" تغلق أبوابها في إدلب والمتضررون بالمئات (فيديو)


بلدي نيوز - إدلب (معاذ العباس) 

أغلقت "صيدلية رحمة الخيرية" أبوابها، في وجه ما يقارب 500 مستفيد من صرف الوصفات الدوائية كليا أو جزئيا، بشكل مجاني للمحتاجين والفقراء. 

وقال مدير صيدلية "رحمة الخيرية" ماهر أبو غازي، في حديث خاص لبلدي نيوز، إن "قرار الإغلاق جاء بسبب عدم توفر كتلة مالية لرواتب العاملين البالغ عددهم "24"، بالإضافة لمصاريف الكلفة التشغيلية لفرع الصيدلية في مدينة إدلب"، مضيفا أن "العمل سيستمر في فرعي الصيدلية بكل من "مرعيان" في جبل الزاوية، و"الفوعة" شمال شرق إدلب". 

وتابع قائلا إن "بعض العاملين حصلوا على بعض المبالغ المالية، التي لا تتعدى مئات الليرات التركية، من خلال تبرعات شخصية من بعض الأشخاص". 

وأشار إلى أن عدد الوصفات التي تُصرف من الصيدلية الخيرية المجانية، تصل إلى 800 وصفة موزعة على 500 في إدلب، و200 في مرعيان بجبل الزاوية، و100 في الفوعة، وتُصرف إما بشكل كامل أو جزئي، بحسب توفر الدواء.

وأكد على أن الإغلاق سيؤثر بشكل أكبر على الأدوية النوعية، منها السرطانية والصادات الدوائية من الجيل الأول والثاني والثالث والرابع، والذي لا يتوفر بعض الأحيان ويكون غالي الثمن، بالإضافة لبعض الأنواع من أدوية القلب والضغط، التي يستعملها المرضى بشكل مستمر، وهي غالية الثمن، مؤكدا أن كُل من يستفيد من هذه الوصفات، هم من المحتاجين والفقراء والمهجرين إلى مناطق شمال غرب سوريا 

ونوه إلى أن الصيدلية تؤمن الدواء من خلال جمعه من المستوصفات والمشافي والجمعيات، ويعاد ترتيبه وفرزه ومن ثم توزيع الأدوية للوصفات الطبية، بشكل منظم للمحتاجين. 

وردا عن سؤال لماذا الإغلاق في ظل حاجة الناس للدواء، قال إن "وضع الناس سيكون من سيء لأسوأ، وهذا ما جعلنا نغلق فرع إدلب، ونبقي فرعي جبل الزاوية والفوعة، لتخفيض النفقات المترتبة علينا، ولعجزنا عن تأمين الديون التي ترتبت علينا، خلال فترة عملنا الماضية، والتي وصلت لأكثر من "5000 دولار". 

وطالب "ماهر" من أجل الاستمرار في خدمة الأهالي، بتأمين مبلغ لدفع الديون المترتبة على الصيدلية، بالإضافة لتأمين كلفة تشغيلية من أجل استمرار عملها. 

ولفت في حديثه، إلى أنه يوجد قسم في الصيدلية لا يتوفر بأي صيدلية أخرى، وهو الدواء الغالي الثمن من الأدوية السرطانية والجلدية وغيرها، والتي يصل بعضها إلى سعر "600 دولار" للعلبة الواحدة، وهو مبلغ كبير لا يستطيع الكثير من المرضى دفعه. 

والتقى مراسل بلدي بلدي نيوز، بسيدة تدعى "أم محمد" وقد حضرت للصيدلية لأخذ الدواء الذي تحصل عليه، بشكل مستمر بسبب إصابتها بمرض السكر والضغط، والذي يصل سعره إلى 150 ليرة تركية، وهي لا تملك من ثمنه شيئا.

بدوره، قال "أحمد" المهجر قسريا من مدينة معرة النعمان، إن "أشخاصا ذكروا له أن صيدلية رحمة توزع الدواء مجانا"، مضيفا أنه وزوجته بحاجة لدواء الضغط  ولا يستطيع شراءه، وإذا لم يحصلا عليه بشكل مجاني لن يأخذاه لأنه لا قدرة لهما على شرائه. 

وذكرت "السيدة أحلام"، وهي من مدينة إدلب، أنها مصابة بمرضي السكر والضغط، وكانت تأخذ الأدوية أحيانا من الصيدلية عند توفره، ولكنها منذ ثلاثة أيام تأتي وتجد الصيدلية مغلقة، ولن تستطيع شراءه من الصيدليات العادية. 

يُشار إلى أن صيدليتين في مدينة إدلب، توزعان وصفات دوائية بشكل كلي أو جزئي بالمجان، بحسب توفر الدواء، وهما "رحمة الخيرية" و"آية الخيرية"، ويتجه إليهما يومياً ما يقارب ألفي شخص، لصرف الوصفات الطبية اللازمة، ولكن إغلاق "صيدلية رحمة"، سيحرم الكثير من المستفيدين من الحصول على الدواء.



مقالات ذات صلة