بلدي نيوز
يوثق تقرير حقوقي مقتل قرابة 2829 مدنيا سوريا نتيجة لحوادث انفجار الألغام في مختلف المحافظات منذ بداية الصراع في 2011. ويوضح أن الحصيلة الأكبر من الضحايا سُجّلت في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".
يقول مدير منظمة "روج"، عدنان حسن " تمت هزيمة التنظيم، لكن الألغام القاتلة التي خلفها ما تزال موجودة وتحصد الأرواح (...) الحرب ضد مخلفات التنظيم قد تستمر سنوات طويلة".
و"روج" منظمة محلية تأسست عام 2017، تعمل على إزالة الألغام في مناطق شمال شرق سوريا.
إلى جوارها تعمل منظمات أجنبية، منها منظمة (MAG) البريطانية، ومنظمة (هانديكاب) التي تعمل في إزالة الألغام وتركيب الأطراف الصناعية.
منذ مباشرة عملها تمكنت منظمة "روج" من إزالة 24172 لغماً، حسب ما أفاد مديرها، عدنان حسن، الذي تحدث لـ "ارفع صوتك".
وفيما تقدر تقارير دولية إقدام "داعش" على زرع نحو 100 ألف لغم، معظمها في محافظات الرقة، والحسكة، ودير الزور، يقول حسن "من الصعب تقدير عدد الألغام نتيجة للدمار الذي ما يزال موجودا، إضافة إلى أن خلايا التنظيم تواصل زراعة الألغام".
تكمن خطورة الألغام التي زرعها التنظيم بوجود بصمة خاصة لبعضها، إضافة إلى عدم توقع أماكنها، يبين حسن.
ويشرح "زرع داعش أنواعا مختلفة من الألغام، وخلف العديد من القذائف والأسلحة غير المتفجرة، لكن أكثرها خطورة الألغام ذات البصمة، وهي عبارة عن ألغام مزودة بشريطين من المعدن، تنفجر عندما يلامسها جسم يفوق وزنه الكيلوغرام الواحد".
كذلك ساهمت الاختيارات "الخبيثة" لمواقع زارعة الألغام في زيادة عدد الضحايا، خاصة خلال الفترات الأولى التي تلت تحرير المناطق.
يقول حسن "فخخ داعش كل شي، أي جسم داخل المنزل، فخخ الثلاجات والأدوات المنزلية، وأباريق الشاي". ويضيف "في بداية تحرير المناطق، وعودة المدنيين، كانت الحوادث النتائج عن انفجار الألغام كبيرة. الناس لم تتوقع وجود الألغام في كل مكان، مع الوقت والتوعية تراجعت تلك الحوادث، لكن خطرها ما يزال قائما".
واعتبرت مدينة الرقة، التي سيطر عليها التنظيم منذ العام 2014 حتى 2017، من أكثر المواقع خطورة فيما يتصل بزراعة الألغام، وأعداد الضحايا.
وتقدر الإحصاءات حصة الرقة من ضحايا حوادث انفجار الألغام بأكثر من الربع.
يقول حسن "رغم مباشرة المنظمات المحلية والدولية العمل على إزالة الألغام من الرقة فور هزيمة التنظيم، إلا أنها ما تزال منتشرة في العديد من المواقع، هي موجودة في الأبنية المهدّمة وتحت الأنقاض (...) يحتاج نزعها إلى آليات ضخمة ومستلزمات غير متوفرة لدى المنظمات العاملة".
يقدر مدير منظمة "روج"، عدنان حسن، أن تكون مناطق دير الزور الشرقي وتحديداً الباغوز "أخطر مواقع الألغام حالياً".
إذ لم تشهد تلك المناطق أي جهود لإزالة ألغام التنظيم من إعلان هزيمته في عام 2019.