لماذا تقوم روسيا بإرسال المروحية "المدمّرة" في مهمة إنسانية في سوريا؟ - It's Over 9000!

لماذا تقوم روسيا بإرسال المروحية "المدمّرة" في مهمة إنسانية في سوريا؟

الديلي بيست – (ترجمة بلدي نيوز)

وفقاً لوزارة الدفاع الروسية فإن الطائرة المروحية التي تمّ إسقاطها من قبل المعارضة السورية، كانت عائدة من مهمة "شحنة إنسانية"، وإن كان الأمر كذلك، فإنها قامت باستخدام نموذج طائرات غريب جداً لذلك الأمر!

ورغم أننا لا نعرف بعد أي من جماعات المعارضة السورية قد قامت بإسقاط طائرة الهليكوبتر الروسية العسكرية في سوريا اليوم، والتي أسفرت عن مقتل خمسة كانوا على متنها، فإن الأدلة الفوتوغرافية والفيديو الذي يوّثق حطام المروحية، يكشف أن ما عرضته روسيا بوصفه "أداة سلمية للمساعدات الإنسانية" كان في الواقع أداة اعتداء حرفي محشوة بالصواريخ.

ووفقاً للجنرال سيرجي رودسكوي، فإن المروحية العسكرية كانت عائدة إلى القاعدة الجوية حميميم التي تديرها روسيا في محافظة اللاذقية الساحلية، بعد تقديمها لإمدادات غذائية وطبية إلى حلب، عندما تم إطلاق النار عليها وإسقاطها من قبل "نيران أرضية"، كما ادعى رودسكوي أيضاً بأن تلك المنطقة التي تحطمت فيها المروحية بالقرب من مدينة سراقب، تسيطر عليها قوات جبهة النصرة، الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.

وحتى الآن لم تعلن أي جماعة معارضة عن دورها بإسقاط المروحية، في حين عرضت جثث لاثنين من أفراد طاقمها في مشهد مصور، يجري سحب جثثهم من قبل قوات المعارضة السورية التي أسقطتها، وذلك وفقاً لشريط فيديو تم تحميله على موقع يوتيوب من قبل وكالة "الثقة"، والتي بدأت في تجميع وتوثيق أخبار الحرب في سورية وتغطيتها قبل أربعة أشهر.

لقد ظهرت صور لجوازات السفر ووثائق أخرى تعود للطاقم على الانترنت، تم التعرف من خلالها على أوليغ شيمالوف من تورجوك، والذي كان طياراً، حيث تم التعرف عليه من قبل فريق الصراعات الاستخباراتي (CIT)، مجموعة المدونين المستقلين الذين يعملون في التحقيقات الروسية، في وحدة عسكرية في كلين.

ووفقا للجنرال رودسكوي، فقد كان الركاب على متن المروحية ضباطاً من المركز الروسي لتسوية الأطراف المتصارعة في سوريا، وهي مبادرة "بوتيمكين" لبناء السلام المفترض، والتي تسعى لتقديم معانٍ إنسانية لحرب الكرملين لصالح الأسد.

ومع ذلك، فإن إصرار وزارة الدفاع الروسية على أن هذه الطائرة لم تشارك في مهمة قتالية، ولا سيما في ضوء حملة القوات الجوية الروسية في معاقبة حلب، تتعقد بسبب طراز الطائرة التي تم تحديده، إذ أن الحطام يكشف عن -ميل مي 8AMTSh، وفقاً لجوزيف ديمبسي من المعهد الدولي للدراسات العسكرية الإستراتيجية (IISS)، والاتصالات العسكرية وتكنولوجيا المعلومات.

إذ أن مروحية ميل مي 8-AMTSh، والملقّبة بـ"المدمرة" هي البديل الهجومي لطائرة النقل المروحية القديمة، حيث أنها مجهزة بنقاط صلبة متعددة لتحمل صواريخ موجهة وغير موجهة، حيث يمكننا أن نرى في العديد من أشرطة الفيديو عن حطام المروحية جيوباً لحمل صواريخ B-8V20A.

وقال نيك جينزين جونز من خدمات بحوث التسلح (ARES)، مجموعة مراقبة الأسلحة الموجودة في أستراليا، لصحيفة الديلي بيست: "في هذه الحالة، يبدو بأن مي 8 AMTSh تم دعمها باثنين من حاملات الصواريخ B-8V20A، كل منهما قادر على حمل 80 ملم من صواريخ S-8، وقد تم تجهيز طائرة الهليكوبتر هذه أيضاً بـPrezident-S المضاد الإلكتروني، والذي يهدف إلى تحذير وحماية الطائرات ضد تهديدات مضادات الطائرات المنطلقة من الأرض، وكذلك المنصات البحرية والجوية".

وإذا ما كانت جيوب الصواريخ فارغة، فهذا يعني بأن تلك المروحية إما قد أقلعت دون تلك الصواريخ -الأمر المستبعد وغير المستحسن في منطقة حرب، أو أنها قد أطلقت كل ذخيرتها قبل أن يتم إسقاطها عند عودتها من مهمتها.

وفي حين أنه ليس من غير المألوف استخدام تلك الطائرات المروحية في أغراض أخرى غير قتالية، كعمليات الإجلاء الطبي، تزعم موسكو بأن هذه الطائرة كانت تقوم بتسليم بضائع إنسانية!

وقال كريستوفر هارمر، المحلل العسكري في معهد دراسات الحرب في العاصمة الأمريكية واشنطن، لديلي بيست بأن "مروحيات النقل الروسية، تم استخدامها من قبل الروس بشكل أكبر بكثير في العمليات الهجومية من نظيرتها لدى الولايات المتحدة، حيث تم تصميم مروحيات النقل الروسية للاستخدام المزدوج في الدور الهجومي، إذ أن تصميم طراز Mi-8 في الأصل يعود لمروحية تستخدم كوسيلة نقل وإجلاء، ولكن الروس قاموا باستخدامها على نطاق واسع باعتبارها مروحية هجومية، حيث تم اختيار هذا النموذج الخاص حتى يتمكنوا من تصوير المهمة كمهمة إنسانية، ولكن الغالبية الساحقة لعمليات تلك المروحية الروسية ذات الأجنحة الدوارة في سورية هي "مهمات هجومية."

وبغضّ النظر عن ما إذا كانت الادعاءات الروسية صحيحة بأن تلك المروحية كانت عائدة من مهمة إنسانية حقيقية أم لا، فإن حقيقة أنها كانت تحمل جيوباً محشوة بالصواريخ تعني بأنها تشكل تهديداً حقيقيا من الأرض، مما يجعلها هدفاً مشروعاً للمقاتلين، حيث وكما أشار جينزن جونز، بأن هذه المروحية لم تكن الأولى من هذا النوع الذي تم إسقاطها في سوريا.

وفي 24 تشرين الثاني، دُمرت مروحية مي 8AMTSh على أيدي مقاتلين من الفرقة الساحلية الأولى للجيش السوري الحر، باستخدام صاروخ TOW الأمريكية الصنع، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد مشاة البحرية الروسية، حيث كانت هذه المروحية تشارك في جهود البحث والإنقاذ في استرداد الطائرة المقاتلة من طراز سو24 -القاذفة الروسية، التي أسقطت في وقت سابق من قبل مقاتلي الجيش التركي في ذلك اليوم.

مقالات ذات صلة

مصر تدعو إلى حشد الدعم الإقليمي والدولي لسوريا

مظلوم عبدي ينفي مطالبة قواته بحكومة فدرالية ويؤكد سعيه للتواصل مع الحكومة الجديدة

جنبلاط يلتقي الشرع في دمشق

الشرع وفيدان يناقشان تعزيز العلاقات بين سوريا وتركيا

توغل جديد للقوات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة

من عائلة واحدة.. وفاة طفل وإصابة ستة آخرين بانفجار مخلفات الحرب في درعا

//