هل تسعى الولايات المتحدة لكبح الثوار في حلب؟ - It's Over 9000!

هل تسعى الولايات المتحدة لكبح الثوار في حلب؟

بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)

طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الاثنين، روسيا بعدم تنفيذ عمليات هجومية في سوريا، وبأن تمنع حكومة بشار الأسد من القيام بذلك أيضاً، وذلك مع استمرار القتال في يوم كان كيري يأمل أن تبدأ فيه عملية انتقال سياسي.

وقال كيري: "من الضروري على نحو واضح أن تمنع روسيا نفسها ونظام الأسد من تنفيذ عمليات هجومية، مثلما هي مسؤوليتنا أن نمنع المعارضة من الدخول في تلك العمليات".

وتأتي تصريحات كيري بعد يوم واحد من إطلاق كتائب الثوار معركة كبرى لفك الحصار الذي فرضه النظام والميلشيات على حلب في السابع من تموز الفائت، ما يعرض حياة أكثر من 300 ألف مدني للخطر، مع قيام روسيا بتدمير المرافق الصحية والحياتية بشكل ممنهج في أرجاء الأحياء المحررة من المدينة وكذا ريفها المحرر.

وأثارت تصريحات الوزير الأمريكي كثيراً من التساؤلات، خاصة لجهة توقيتها، إذ أنها كانت متوقعة عندما بدأ النظام والميلشيات الطائفية المقاتلة إلى جانبه، حرباً طاحنة لقطع طرق الإمداد عن حلب ومحاصرتها، بغطاء جوي روسي، قتل في غاراته أكثر من 560 مدنياً خلال شهر تموز الماضي، وتقصّد تدمير البنية الطبية بشكل كامل، فلم يعد في المدينة مشفى واحد يقدم خدماته للمدنيين.

الكاتب الصحفي مرهف دويدري رأى أن "الولايات المتحدة كانت دائماً تحاول الوقوف في وجه أي تقدم للمعارضة"، مذكراً بتقارير تم تسريبها عن إيقاف هجوم الثوار على دمشق ثلاث مرات في نهاية عام 2012.

وأيضاً استشهد الكاتب دويدري في حديثه لبلدي نيوز بتهديد جون كيري نفسه للمعارضة، حين قال إن روسيا قادرة على "سحق المعارضة" في ثلاثة أشهر فيما لو انسحبوا من جنيف3.

ليخلص الكاتب إلى أن "الولايات المتحدة لا تريد للمعارضة تحقيق أي تقدم حقيقي ومؤثر، لأنها في حقيقة الأمر لا تريد تغيير النظام بناء على توصيات إسرائيلية".

أما الكاتب عبد الرحمن مطر، مدير مركز الدراسات المتوسطية، فرأى أن "الموقف الأميركي لم يعد يثير الدهشة"، فالمراقبون يدركون تماماً، أن واشنطن قد تركت الملف السوري، بين أيدي بوتين منذ عامين، وفق الكاتب مطر.

وأضاف أن "هذا جاء نتيجة لتفوق في الدبلوماسية الروسية، نتيجة الوهن والترهل الذي أصيبت به مشروعات السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، منذ أن أعلن أوباما استراتيجته الجديدة عام 2013. وقد أدركت موسكو أنها قادرة على تجاوز التنسيق والشراكة مع إدارة أوباما منذ تجربتها في قضية الأسلحة الكيميائية السورية، التي أدارت موسكو ملفها بجدارة مكنت النظام من الاحتفاظ بكمية محدودة وفعالة مع استمرار استخدام الأسلحة المحرمة دون عقاب".

وحول تصريحات كيري الأخيرة، قال مطر لبلدي نيوز: "تصريحات كيري، تبدو وكأنها في الوقت الضائع، وهي ليست سعيا منه لإيقاف تدمير ممنهج من النظام وروسيا في حلب، ولكن الأمر يتصل باستبعاد موسكو واشنطن من أي تنسيق حول سوريا، وخاصة معاركها الأخيرة في حلب وفرض الحصار عليها منذ أسابيع، في الوقت الذي تغض فيه واشنطن الطرف – ومعها المجتمع الدولي – عن جرائم الإبادة المنظمة بحق السوريين".

وزاد: "تصريح كيري، لا يمكن فهمه سوى أنه عرض أميركي لإنقاذ روسيا والنظام عن مزيد من التقهقر على يد قوى الثورة، بإمكاناتها المتواضعة. وذلك عبر وقف الدعم اللوجستي لقوى المعارضة التي تخوض معركة فك الحصار عن حلب".

وعبر الكاتب عن "مخاوف حقيقية من أن يكون البيت الأبيض - في ذروة تخاذله – يسعى لإيقاف تقدم المعارضة، وبالتالي إنقاذ بوتين – الأسد من مأزق كبير، يتحقق بموجبه إعادة إحياء الأمل في انتصار الثورة السورية، وهو ما تحرص واشنطن وقوى أخرى على فعله".

مقالات ذات صلة

إدانة أمريكية لاستهداف قواتها شرقي سوريا

شهيد مدني بقصف النظام على ريف حلب

مبادرة شبابية في حوران لإحياء القرار 2254

روسيا تعرقل عقد اجتماعات "الدستورية" السورية في جنيف

محمد فارس نموذج آخر لتجاهل النظام للمبدعين والمتميزين السوريين

رأس النظام يكشف عن فحوى اجتماعاته بالأمريكان