بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
قال خبير تنموي موالٍ، إن حكومة النظام، دقت المسمار اﻷخير في نعش الزراعة، على خلفية رفع سعر السماد.
وشكل قرار رفع سعر السماد وبيعه وفق الرائج للفلاحين، صدمة كبرى لهم خاصةً في منطقة الغاب التي تعد واحدة من أهم سلال سورية الغذائية، بحسب تقرير لصحيفة "الوطن" الموالية.
وصدرت توقعات، على خلفية القرار، بعزوف الفلاحين عن الزراعة وبشكل خاص عن زراعة المحاصيل الاستراتيجية والتوجه لزراعة المحاصيل التكثيفية ذات التكلفة الأقل.
وتنصل وزير الزراعة في حكومة النظام حسان قطنا من القرار، زاعما أن التسعير من اختصاص وزارة المالية والمصرف الزراعي التعاوني.
فيما برر مصدر في الإدارة العامة للمصرف الزراعي التعاوني بأن استيراد السماد أصبح مكلفاً جداً من صربيا، وبيعه للفلاحين بالسعر الرائج بالكاد يغطي تكاليف الاستيراد.
وأضاف أن كل مستلزمات العملية الزراعية المستوردة ارتفعت أسعارها مؤخراً، ما اضطر الحكومة لرفعها على الفلاحين.
واعتبر رئيس اتحاد فلاحي حماة حافظ السالم، أن هذا القرار سينعكس سلبياً على زراعة المحاصيل الاستراتيجية.
وقال "نحن لسنا ضده إذا ما قابله رفع مجزٍ لأسعار المحاصيل التي ينتجها الفلاحون وخصوصاً (القمح والقطن والشوندر) إلى الضعف، حتى "توفي" العملية الزراعية معهم".
واعتبر الخبير التنموي أكرم عفيف، أن هذا القرار هو المسمار الأخير الذي تدقه الحكومة في نعش الزراعة السورية.
وأضاف "إذا أرادت الحكومة إحياء الزراعة التي احتضرت وانتهى أمرها، يجب عليها التفكير بعقلية مختلفة وجديدة، لأنه لا يوجد أي مبرر لأن يكون القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني خاسر، ويجب تحديد أسعار مجزية للمحاصيل الزراعية".
وتابع عفيف "للحفاظ على الزراعة يجب ألا يخسر الفلاح، ولإنعاشها وتطويرها يجب أن يربح الفلاح، ويجب تخفيض تكاليف الإنتاج الزراعي بإيجاد بدائل سورية للمواد المستوردة".
وفي السياق، قال عضو اللجنة المشكلة لتطوير الغاب بسام إبراهيم السيد، إن "منطقة الغاب تعاني من الإهمال والتجاهل، وتحتاج إلى لفتة واهتمام حقيقيين، فقد كان إنتاجها من القمح أكثر من 170 ألف طن، ومن البطاطا أكثر من 15 بالمئة من إنتاج القطر ومن الشوندر أكثر من 30 بالمئة، ومن الأسماك أكثر من 10 آلاف طن، وكان الغاب يغذي الأسواق بكل أنواع الخضار".
وكشف السيد أن نسبة كبيرة من مزارعي الغاب وبسبب التكاليف العالية للإنتاج توجهوا نحو الزراعات ذات التكلفة الأقل مثل زراعة الكمون واليانسون وحبة البركة، وللزراعة الأكثر رواجاً في الصيف الجبس البذري.