بلدي نيوز - (خاص)
قالت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إن أنقرة لم تعد تستبعد فكرة الاقتراب من الأسد بعد سنين من المقاطعة ودعمها للمعارضة التي تطالب برحيله ومحاسبته، كما إن تصريحات وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو التي تطالب بالمصالحة بين الطرفين أحدثت مفاجأة في تغير السياسة التركية تجاه الأسد.
وأشارت "لوفيغارو" إلى أن مثل هذا التغير في المواقف السياسية جاء عقب وقت قصير من لقاء الرئيسين أردوغان وبوتين مطلع الشهر الحالي، والذي ضغط فيه الروسي على نظيره التركي بهدف تطبيع العلاقات مع سوريا، ورجّحت أن السبب في التوجه الجديد لأنقرة تجاه العديد من الدول، هو تحسين علاقتها معهم.
وأضافت الصحيفة أن السياسة الجديدة لأنقرة تزامنت مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية عام 2023 التي تسعى كل الأطراف للفوز فيها، في وقت تمرّ فيه البلاد بأزمة مالية غير مسبوقة. ونوهت إلى أن عدم الوصول إلى حل في سوريا من قبل المجتمع الدولي والغضب الداخلي بين المواطنين الأتراك من وجود اللاجئين السوريين مدة طويلة في بلادهم، جعل القيادة التركية بضغط من حلفائها، ولا سيما حزب الحركة القومية بقيادة "دولت بهتشلي"، تراجع سياستها تجاه الأسد.
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن مسألة عودة اللاجئين تحتلّ أولوية قصوى لدى أنقرة، بالإضافة إلى مسألة المنطقة العازلة شمال سوريا والقتال ضد عناصر ميليشيا حزب العمال الكردستاني في شرق البلاد، موضحة أن المنطقة الآمنة التي أنشأتها تركيا تحوي عرباً سنة فروا من انتهاكات من سمّته "النظام العلوي".
وتابعت أن فكرة التقارب بين البلدين تُعد بمثابة نعمة كبيرة للأسد في مشروعه الجديد للتغيير الديمغرافي للبلاد، حيث إنه قبل الحرب كان السنّة يشكّلون أكثر من ثلثي السكان أما الآن فهم أقل من النصف، كما إن سيطرة دمشق على ميليشيا "قسد" تعتبر بمثابة صفقة جيدة لتركيا.
