المواقف الدولية حيال تجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى - It's Over 9000!

المواقف الدولية حيال تجديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى

بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)

تضاربت المواقف الدولية حول موضوع تجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بين مؤيد ورافض للقرار الروسي بالتمديد لمدة ستة أشهر ولمشروع القرار الأوروبي بالتمديد سنة كاملة، وحتى بعد إقرار المجلس لتمديد إدخال المساعدات الإنسانية لستة أشهر.

وهذا المعبر تحديداً أي معبر باب الهوى مع تركيا، هو الأخير الذي يسمح لوكالات الأمم المتحدة وشركائها بالوصول إلى محافظة إدلب، خوفاً من تفاقم معاناة ثلاثة ملايين شخص يعيشون فيها إذ يعتبر هذا المعبر شريان الحياة لملايين حيث تمر من خلاله ما بين 600 إلى 800 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية مقدمة من منظمات دولية تدخل شهريا عبر تركيا إلى منطقة إدلب.

وتوافق الأعضاء الـ 15 في مجلس الأمن الدولي على تمديد آلية ايصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لستة أشهر، وذلك تلبية لرغبة روسيا في مواجهة الدول الغربية التي طالبت بتمديد الآلية لعام، بعد أن استخدمت روسيا حليفة نظام الأسد حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي 8 يوليو/تموز الجاري، لتعطيل مشروع قرار غربي لاستخدام المعبر الحدودي لعام إضافي.

أمريكا

طالبت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة "ليندا توماس جرينفيلد" في الثاني من يونيو/حزيران الجاري بالإبقاء على آخر معبر حدودي يتيح نقل المساعدة الى شمال سوريا، معبرة عن قلقها من مخاطر "تفاقم معاناة" ملايين الأشخاص، مشدّدة على ضرورة تمديد العمل بنقطة عبور "باب الهوى" بهدف تسليم المساعدات إلى المحتاجين شمال سوريا"، وأشارت إلى أن موسكو تحاول جعل الحفاظ على هذا المعبر الإنساني ورقة مساومة في إطار الحرب في أوكرانيا.

واعتبرت جرينفيلد إلى أن نهج الوفد الروسي في المفاوضات بشأن تمديد التفويض الأممي كان غير مهني، وسيدفع السوريون ثمن ذلك"، مشيرةً إلى أن "13 دولة من إجمالي أعضاء مجلس الأمن الـ 15 صوتت لصالح مشروع تمديد التفويض لمدة عام كامل، مما يظهر عزل روسيا دولياً.

الصين

امتنعت الصين عن التصويت لأول مرة، بعد مجاراتها روسيا في الماضي لجهة استخدام حق النقض، الأمر الذي رحب به الغربيون، إذ يحتاج أي قرار إلى موافقة تسعة أصوات وعدم استخدام روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا حق النقض.

تركيا

لم تدلِ الحكومة التركية بأي تصريح بخصوص مصير معبر باب الهوى قبيل اتخاد مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، لكن الخارجية التركية رحبت بمشروع القرار الأخير الذي يسمح بإيصال المساعدات الأممية إلى سوريا عبر تركيا لمدة 6 أشهر، واعتبرت أن الآلية المذكورة تلعب دوراً حيوياً في إيصال المساعدات لقرابة 4.1 مليون سوري شمال غربي البلاد، مشدّدة على ضرورة تواصل آلية الأمم المتحدة وظائفها في إطار مستدام ودون انقطاع، بالتعاون مع تركيا والمجتمع الدولي.

فرنسا

حذرت فرنسا روسيا من أن الدول الغربية سوف تقطع التمويل المالي المقدم من جهتها إلى سوريا، في حال عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية من المعابر الحدودية، وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي ريفيير (الرئيس الحالي لمجلس الأمن)، في مؤتمر صحفي، إنه إذا أُغلقت الآلية عبر الحدود سيعاني شمال غربي سوريا من انخفاض بنسبة 50% في الإغاثة الإنسانية، وأشار إلى الخطوط الداخلية التي يريد كل من النظام وروسيا تمرير المساعدات عبرها، قائلًا، الخط المتقاطع لا يعمل، مشيراً إلى رفض الحكومة السورية 50% من الطلبات عبر الخطوط في العام الحالي.

منظمات

الأمم المتحدة

حذّر منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كتس، من أن وقف العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا "سيكون كارثياً في غياب أي بدائل".

وقال كتس إن "الفشل في تجديد القرار سيكون كارثياً، إذ لا خيار متوافرا حالياً يمكن أن يشكل بديلاً عما تقوم به الأمم المتحدة راهناً على مستوى الحجم أو النطاق"، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، مؤكداً على أن المنطقة تضم "واحدة من الفئات السكانية الأكثر هشاشة في أي مكان في العالم".

وفي الأثناء، طالب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا "غير بيدرسون"، بتمديد تفويض نقل المساعدات الإنسانية، معتبراً أنه مع تزايد الاحتياجات الإنسانية للمدنيين الذين أصبحوا في أمس الحاجة إلى هذه المساعدات، من الضروري أن يمدد مجلس الأمن قراره رقم 2585 لمدة 12 شهرا إضافيا، هذا واجب أخلاقي".

منسقو استجابة سوريا

حذرت المنظمة في السابع من تموز الحالي، مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأمريكية، من الرضوخ للمطالب الروسية بغية الحصول على قرار فقط، ومن ثم العودة مجددا إلى المطالبات والتهديدات بعد ستة أشهر، من تمرير القرار الخاص بدخول المساعدات الانسانية، عبر المعابر الحدودية للشمال السوري، واعتبرت أن روسيا تراوغ من جديد ضمن أروقة مجلس الأمن الدولي لتمرير مقترح روسي، لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، لمدة ستة أشهر فقط، وأكّدت على أن روسيا تسعى لزيادة وتيرة المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس، من خلال الاتفاق على نسب أكبر من المساعدات للدخول من خطوط التماس، وتخفيض نسبة المساعدات القادمة عبر الحدود، في خطوة للضغط على الوكالات الأممية للتحول إلى دمشق، وبدء عمليات المساعدات الإنسانية، انطلاقا من مناطق سيطرة النظام السوري.

أطباء بلا حدود

في 30 يونيو/حزيران المنصرم، حذّرت المنظمة من خطورة عدم تجديد قرار عبور المساعدات عبر معبر باب الهوى. ودعت عبر موقعها الرسمي على الإنترنت مجلس الأمن إلى "تجديد القرار في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا. وقالت المنظمة "تبقى المعابر الحدوديّة السبيل الإنساني الوحيد الصالح لتلبية الاحتياجات المتزايدة في شمال غرب سوريا.

ووافق مجلس الأمن على أربعة معابر حدودية عندما بدأ بتسليم المساعدات في عام 2014، لكن في كانون الثاني 2020، استخدمت روسيا تهديدها باستخدام حق الفيتو في المجلس أولاً لقصر شحنات المساعدات على معبرين حدوديين في الشمال الغربي، ما جعل "باب الهوى" المكان الوحيد للتسليم عبر الحدود.

واتهم وزير الخارجية الروسي، سيرفي لافروف، "هيئة تحرير الشام" بعرقلة قوافل المساعدات الإنسانية عبر الخطوط بتواطؤ من أنقرة، وفق قوله.

كما اتهم لافروف المانحين الغربيين، وهم المقدمون الرئيسون للمساعدات الإنسانية لسوريا، بـ"الابتزاز" عبر التهديد بقطع التمويل الإنساني لسوريا إذا لم يتم تمديد تفويض "باب الهوى".

مقالات ذات صلة

أردوغان: لدينا تواصل مستمر مع الإدارة الجديدة في سوريا

واشنطن"دبلوماسيون كبار من إدارة بايدن سيزورون دمشق"

مسؤول أممي"سيلعب الشعب السوري دوراً في المساءلة والمحاسبة"

تجار هولنديون يبدون رغبتهم لتجديد تجارتهم في سوريا

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

هيئة أممية تعرض التعاون مع الحكومة السورية الجديدة لكشف انتهاكات النظام

//