لماذا نجح النظام في حصار حلب وما السبيل لكسره؟ - It's Over 9000!

لماذا نجح النظام في حصار حلب وما السبيل لكسره؟

بلدي نيوز - (المحلل العسكري في شبكة بلدي نيوز)
حملت الأيام العشرة الأخيرة العديد من التطورات المهمة على الصعيد العسكري، وبخاصة في شمال سوريا.
فحلب التي وصلت فيها قوات النظام إلى طريق الكاستيلو، لتقطعه معلنة الحصار التام على المدينة، والذي شكل صدمة حقيقية للثوار والمدنيين داخل وخارج حلب.
قرابة 300 ألف مدني أصبحوا محاصرين بشكل كامل، داخل القسم المحرر، والذي شكل النظام طوقاً حوله، من المناطق التي سيطر عليها خارج حلب، والأحياء التي يسيطر عليها.
حصار حلب كان هدف النظام، الذي عمل عليه بمثابرة وإصرار شديدين منذ بداية عام 2014 فعليا، وتأكد ميل النظام لمحاصرتها مع كسر الحصار عن نبل والزهراء، التي تعتبر نقطة مهمة في الطريق لعملية إحكام قبضته حول حلب، والتي تابع النظام العمل عليها خطوة بخطوة، مستفيداً من تشتت الثوار وعدم وجود استراتيجية عمل منظمة لديهم، واعتمادهم على رد الفعل وليس المبادرة.
فبينما كان الثوار يكدّسون جثث عناصر الميليشيات الشيعية جنوبي حلب، بعد مقتلتي خان طومان والعيس، كان النظام يتقدم بهدوء شمالها، في ما يمكن القول أنها عملية مشاغلة عن الهدف الحقيقي للعملية، أو حتى عملية تشتيت لقوة الثوار التي ستواجه النظام في حال قرر التقدم من جهة واحدة.
حيث حول الأسد طريق الكاستيلو تدريجياً إلى الطريق الأخير لدى الثوار والمدنيين على حد سواء، للحصول على الإمدادات والمواد الغذائية وأساسيات الحياة.
الأمر الذي كان يشير بوضوح إلى أن الكاستيلو هو الهدف التالي للنظام، والذي غفل عنه الثوار، ولم ينفذوا أي عمل جدي لمنع السيطرة عليه، حيث لا تكفي المعارك الدفاعية وحدها لحمايته، خصوصاً أن الدعم الجوي الروسي لا يسمح بتشكيل دفاع فعال عن المنطقة، ويمهد الطريق أمام تقدم النظام والميليشيات الشيعية، ويدمر أي قوى تثبّت في المنطقة.
بل كان يجب تنفيذ عمليات هجومية، لمنع الوصول لهذه المرحلة من الحصار، والعمل على حرفه عن استراتيجيته التي نجح فيها بشكل واضح.
تقطيع الأوصال
يخشى أن يعمل النظام على تقطيع أوصال حلب المحاصرة عبر تركيز الهجوم على المنطقة المحصورة بين (دوار الصاخور، وجامع البراء بن مالك)، والتي إذا حدث هجوم كبير عليها سيؤدي إلى قسم المنطقة المحاصرة من حلب إلى قسمين.
يركز النظام جهده على القسم الشمالي منها، الذي يشمل الحيدرية والهلك وبستان الباشا، وحي الشيخ خضر، ومجموعة من المناطق التي ستعزل عن الكتلة الأساسية للأحياء التي يسيطر عليها الثوار، في تكرار لسيناريو "غروزني" الذي عملته روسيا في الشيشان، التي قسمت لقطاعات تسهيلاً للسيطرة عليها.
كسر الحصار
هناك مجموعة من الاحتمالات لفك الحصار، والعمل على فتح ثغرات ضمن خطوط قوات النظام، والتي لايزال هنا إمكانية للاستفادة منها، حيث تتراوح بين هجمات من داخل المدينة على مناطق النظام، مترافقة مع هجمات من الخارج بحيث يتشتت النظام ويعجز عن توجيه جهده الناري والبشري لصد الهجمات.
يمكن القول أن مهمة الثوار داخل المدينة هي منع النظام من التقدم داخلها، وفصل كتل كبيرة والاستفراد بها، ومهمة الثوار في المنطقة خارج الطوق، هي كسر الحصار وفتح ثغرات في مناطق سيطرة النظام باتجاه المدينة.
أهم المناطق التي يجب التركيز عليها في المرحلة الحالية هي طريق خناصر، والذي ما يزال يعتبر الخاصرة الضعيفة للنظام ويمكن التأثير عليه عبرها، ما يخفض زخم هجومه، بقطع الإمدادات عن قواته، وإجباره على دفع قسم من قواته وجهده الجوي لإعادة فتحه، وخصوصا عند منطقة الشيخ هلال ومحيطها، ما قد يسمح باستعادة طريق الكاستيلو وفتح الطريق مرة أخرى، خصوصا إذا ترافق مع هجوم واسع على الجبهات الأخرى، لتعطيل قدرة النظام على تركيز في دفاعه في منطقة واحدة.

مقالات ذات صلة

بخصوص الركبان.. رسالة من الائتلاف الوطني إلى الأمم المتحدة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان